كل يوم

لا نستطيع وصف فرحتهم..

سامي الريامي

لا أشعر بأي حرج في استمرار الكتابة مجدداً عن مشروعات الإمارات التنموية في جمهورية مصر العربية، ليس ذلك من باب المنّة، ولا التفاخر، ولكن لأنه نموذج يجب أن يعرفه العالم، وما قامت وتقوم به الإمارات هناك شيء عظيم، لم تفعله أي دولة مانحة من قبل، ولم يفكر فيه أحد من قبل، كما أن الشريحة المستفيدة لم تستفد من أي منح ومساعدات من قبل!

كثير من المصريين الذين رافقونا في رحلتنا إلى القرى البعيدة التي تنفذ فيها الإمارات مشروعات المدارس والمستشفيات، لم يكونوا يسمعون عن هذه القرى، بل إن بعض السائقين يسمعون أسماءها للمرة الأولى، وبالتالي يجب ألا نستغرب عندما ألحّ عمدة قرية صغيرة على الدكتور سلطان الجابر في سؤاله عن منصبه، وهل هو بالفعل وزير في حكومة، وعندما عرف الجواب حلف قائلاً إنها المرة الأولى التي يدخل فيها وزير هذه القرية منذ إنشائها!

«شعب مصر يستحق الوقوف معه، ولا ينسى فضل مصر في نشر التعليم والتنمية في دول الخليج إلا من كان جاحداً».

سلطان الجابر ينفذ تعليمات واضحة ومباشرة من قيادة الدولة، والمواطن المصري البسيط هو الأولوية التي تقوم عليها مشروعات الإمارات التنموية في مصر، وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يتابع بشكل يومي بل في كل ساعة ما يحدث هناك، وأوامره كانت واضحة وصريحة: «نحن مع شعب مصر، وأريدكم أن تلبوا احتياجات الفقراء في القرى والمناطق البعيدة، فهم أولى بالرعاية والاهتمام».

نعم، هم أولى بالرعاية والاهتمام، وهم أولى بالحصول على فرص للتعليم والعلاج، وهم أولى بالتنمية، لأنهم محرومون من كل ذلك، ولم يفكر فيهم أحد من قبل، ومن أجل ذلك لا يمكن أبداً وصف فرحة هؤلاء الناس بما تقدمه لهم الإمارات، فهم يحبونها لأنها أول من فكر فيهم في عهد المغفور له، الشيخ زايد، وهم يحبونها الآن لأنها مازالت تفكر فيهم رغم كل الظروف والأحداث.

صبي صغير هلل فرحاً وقال: «أنا أحب الشيخ زايد»، سألوه: وهل تعرفه؟ قال: «يكفي أن أعرف أنه من قال البترول العربي ليس أغلى من الدم العربي»، هذا الصبي الصغير يصحو باكراً يومياً بعد أذان الفجر ليقطع على ظهر حماره ساعة ونصف الساعة للوصول إلى المدرسة، ومنها ساعة ونصف الساعة أخرى ليعود إلى منزله، لذا فلن يشعر أحد بفرحته وهو يرى جدران الفصول الدراسية الجديدة تُبنى أمامه ضمن مشروع مدرسة جديدة تنفذها الإمارات بجانب بيته!

كثيرون ربما يسخرون أو يضحكون عندما يعرفون أن من ضمن المشروعات المهمة التي تنفذها الإمارات، هناك مشروع لتوريد 100 ألف رأس من المواشي الحية والعجول، لكنهم لن يدركوا أن مثل هذا المشروع لا يمكن أن تتوصل إليه شركات دراسات الجدوى الاستشارية، ولن تنفذه الدول المانحة، لأنها لم تسمع عنه، فهو حاجة ملحة عند البسطاء في الأرياف، وتنفذه الإمارات لأنها اعتمدت في تنفيذ المشروعات على تلبية احتياجات البسطاء، وطلباتهم المباشرة التي تساعدهم في توفير لقمة العيش، وهي أقصى ما يتمنون، وهذا المشروع كان من ضمن طلباتهم، فهو سيلبي احتياجات يومية لـ100 ألف أسرة، وسيعمل على استحداث فرص لقيام مشروعات صغيرة في منتجات الألبان، فهل في الأمر ما يستحق السخرية؟!

آلية مذهلة تلك التي تنفذها الإمارات في مصر، ففيها ضمانة أكيدة في وصول المساعدات لمن يستحقها فعلاً، وفيها معنى التنمية والاستمرارية، وفيها تطوير وإنعاش لقطاعات اقتصادية مهمة، فالإمارات لم تقدم مليارات الدولارات كما يظن البعض، بل قدمت مشروعات حقيقية، درستها ونفذتها وتتابعها وتشرف عليها مباشرة، رفعت بها مستوى حياة البسطاء، وأسهمت في إنعاش الاقتصاد بمشروعات تحفيزية حتى يتجاوز التحديات الصعبة التي تحيق به ثم ينطلق مجدداً معتمداً على إمكاناته في خلق بيئة مناسبة للاستثمار وجذب المستثمرين، وليس في ذلك منّة، بل قناعة بأهمية مصر وضرورة الوقوف إلى جانب شعبها، فهو يستحق الوقوف معه، ولا ينسى فضل مصر في نشر التعليم والتنمية في دول الخليج إلا من كان جاحداً!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

 

تويتر