5 دقائق

إدارة

د.عبدالله الكمالي

من مقاييس نجاح الحكومات والمؤسسات وجود إدارة قوية تدير الأعمال والأفراد لتحقيق الأهداف المرجوة ، فالفوضى والترهل الإداري من أكبر عوامل هدر الأموال والأوقات والجهود، ومن أهم صفات المدير الناجح القوة والأمانة، وفي قصة موسى، عليه الصلاة والسلام {إن خير من استأجرت القوي الأمين}، فمن أكرمه الله بهذه الصفات الطيبة وعمل أيضاً على اكتساب المهارات الإدارية الأخرى، فهو أهل، بإذن الله، للإدارة ، فالقوة والحزم والنظام وعدم التسيب من أهم صفات الإداري الناجح، فلا مجال عنده للفوضى، بل يحاسب المقصر ويثني على المجتهد، وهو أيضاً أمين على العمل ومصالح الناس وعفيف عن أموالهم، لا يأكلها بالباطل، وإن كانت المسميات براقة، فبعضهم قد يأكل الرشوة الواضحة تحت مسميات الهدية والإكرامية والأتعاب، وكل هذا مناف للأمانة والنزاهة، واذكر هنا موقفاً لإداري ناجح كتب على لوحة ضخمة خلف كرسيه في العمل «لايزال المدير عزيزاً ما لم يأخذ لنفسه»، ومن صفات المدير الناجح أيضاً تشجيع المجتهد ودعمه وإعانته لتطوير نفسه ومواهبه، وهذا الجانب اعتنى به نبينا، صلى الله عليه وسلم، فقد كان يخاطب الصحابة الكرام بالكلام اللطيف الطيب ويشجعهم جداً ويحثهم على الخير، فقد قال لعبدالله بن عمر، رضي الله عنهما: «نعم الرجل عبدالله لو كان يقوم من الليل»، فكان ابن عمر لا يترك قيام الليل بعد ذلك، فكلمة واحدة في التشجيع لها أثرها الكبير في القلب.

المدير الناجح يشارك موظفيه أعمالهم وينزل معهم إلى الميدان، فلا يجلس على كرسيه دائماً تاركاً موظفيه من دون مشاركة.

إن المدير الناجح يشارك موظفيه أعمالهم وينزل معهم إلى، الميدان فلا يجلس على كرسيه دائماً تاركاً موظفيه من دون مشاركة، فهذه المشاركة تقرب القلوب وتجعل الجميع يعملون بروح الفريق الواحد وتحفز الموظفين على الجد والاجتهاد، ولنا أسوة حسنة في نبينا، صلى الله عليه وسلم، الذي كان يشارك الصحابة الكرام في المهام والأعمال فقد شاركهم في بناء المسجد النبوي وشاركهم في حفر الخندق.

ومن علامات الإدارة الناجحة محاسبة المقصر والمفرط، فمن يتعمد التقصير في عمله فلابد من محاسبته وتنبيهه وتوجيهه، وقد يستدعي الأمر ما هو أكبر من ذلك، فالتساهل مع المقصر يزيده تقصيراً في كثير من الأحيان ويثبط المجتهد، والنبي، صلى الله عليه وسلم، كان يوجه وينصح الصحابة الكرام، إن رأى أمراً ينبغي أن ينبههم إليه، فتارة يقول: ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا، فمن وجه له الكلام سيعرف نفسه مباشرة ، وتارة يصرح لبعضهم بالتوجيه والنصيحة، ونصيحة المدير لموظفيه لابد أن تغلف بقالب من الحب والاحترام، فالمدير الناجح يوجه موظفيه في جميع المجالات من دون سب أو تجريح أو إهانة، ونبينا، صلى الله عليه وسلم، كان ينصح الناس بأجمل أساليب النصح، فهو المبعوث ليتمم مكارم الأخلاق.

مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي

alkamali11@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

 

 

تويتر