مزاح.. ورماح

ماما فيفي عبده

أحمد حسن الزعبي

صحيح أن اختيار الراقصة فيفي عبده لجائزة الـ«الأم المثالية» من قبل نادي الطيران في القاهرة، يعدّ صدمة في حدّ ذاته للأمومة والطفولة في آن معاً، لأنه حتى لو حاولنا أن نجاملها ونتجاوز عن تاريخها ونقبلها كما هي الآن، فإن «غوغل» لن يستر عليها على الإطلاق، مجرد أن كتبت «فيفـ..» ولم أكمل الياء حتى ظهر لي هذه الخيارات: فيفي عبده ترقص، فيفي عبده تقبّل، فيفي عبده تتعرّى بالكامل، فيفي عبده للكبار فقط، فيفي عبده إثارة، فيفي عبده تستحم، فيفي عبده «تطبخ ملوخية»، فيفي عبده «تنيل السينما بستين نيلة».. صحيح أن هذه الصفحات «المضيئة» تقف في طريق مثالية الست فيفي.. لكن كل ما سبق لم يشكّل لي عبئاً كما شكّله مجرد تخيّل تطبيق كلمات «ست الحبايب» لحسين السيد وصوت فايزة أحمد على السيدة فيفي، حتى أصبت بالفزع، فالأغنية بالكامل مش راكبة على (أم عزّة):

«زمان سهرتي وعرقتي وشعللتي ليالي.. ولسة برضو دلوقتي بتقدمي الوصلة طوالي.. أنام وتسهري وتباتي تهزّري.. وتيجي مع الأذان يا دوب تشقّري).

بالتأكيد لا ننكر على السيدة فيفي عبده أمومتها، لكننا في الوقت نفسه لا نستطيع أن نمنحها لقب المثالية.. فحتى أسماء أفلامها التي شاركت فيها تحتاج إلى مكيف طنين ليبرّد على من يقرأها أو يشاهدها، خذوا مثلاً: صبيان وبنات، لست مستهترة، السّلم الخلفي، ممنوع في ليلة الدخلة، بائعة الحب، جواز على الهواء.. يعني حتى التلفّظ بأي من العناوين السابقة مبرر جيد للتوقيف من قبل «شرطة الآداب».

جرت العادة أنه في عيد الأم نتذكر محطات في حياة أمهاتنا البسيطات، هنا تعبت هنا مرضت.. هنا خاطت لي ثوباً من ثوبها، هنا باعت خاتمها لتدرّسني.. لكن في «وضع» فيفي عبده ماذا سنتذكر؟ لأجلي اعتذرت عن وصلة «الإنتركونتننتال»، لن أنسى يا ماما فيفي عندما رقصت ع «الوحدة».. ووفرّت لي «النص».. كلما تذكّرت كيف ضحّيت ببدلة الرقص وعملتها لي «طاقية» ب«كشكش» بكيت حتى روت الوسادة دموعي.. بصراحة يا جماعة حتى «اللوعة» هنا مربوطة بـ«الليونة العامة».

**

طيب إذا كانت فيفي عبده الأم المثالية ماذا عن العزيزة دينا الخالة المثالية مثلاً، و«صافيناز» الأخت القدوة، والراقصة شمس الفاضلة صاحبة الخيط الرفيع، ولوسي المناضلة وصاحبة العملية «الاستطعاجية» على «ستيج الحرية»، ونجوى فؤاد المعلمة والملهمة مؤسسة حزب «الوسط المتحرّر» الديمرقاصي التقدّمي البارز؟

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

 

تويتر