5 دقائق

بصراحة

د.عبدالله الكمالي

من الصعوبة أن يصارح الإنسان نفسه بعيوبها وأخطائها فالمصارحة تحتاج إلى نفس متقبلة تعترف بعيوبها وتعمل على استدراك هذا النقص، ومن السهل جدا أن نلقي اللوم على الآخرين متجاهلين تماما أن التقصير قد يكون منا، فعندما نتساءل لماذا تغيرت حياتنا فجأة؟ وكيف انقلبت أحوالنا رأسا على عقب؟ فهل ما يجري لنا سببه السحر أو العين أو مس من الجن؟! ولو صارحنا أنفسنا لوجدنا أن من أعظم أسباب تغير أحوالنا ذنوبنا ومعاصينا وهذا السبب قد لا نرغب بالاعتراف به ، فبعضنا يفضل أن يقال عنه مسحور أو محسود بدل أن يقال له : قد يكون التقصير منك فعندما تسمع من شخص شكوى بتغير أحواله ثم تكتشف أنه لم يصل أي ركعة لسنوات طويلة فهل بعد ذلك نستغرب من هذا التغير؟ وعندما تسمع من آخر زفرة بتتابع الأحزان والضيق عليه ثم يخبرك بأنه لم يكلم والده منذ فترة طويلة بسبب خلاف بينهما فهل سنتجاهل بأن هذه القطيعة من أسباب تسلط الأحزان عليه ؟ وإنما تسمع من إحدى الأخوات بكاء بسبب مصائب متتابعة وهموم متكاثرة وعقوق أبنائها لها ثم تخبرك بأن أمها ماتت وهي غير راضية عنها بسبب عقوق ابنتها لها وسوء أخلاقها معها فهل نبحث بعد ذلك عن سبب هذا التغير ؟! إن التغير الذي يطرأ على حياتنا فجأة قد يكون تذكيرا من الله بأننا وقعنا في أخطاء علينا أن ننتبه لها ونقلع عنها، فكم من شخص تغيرت حياته فلما عاد لربه واجتهد في طاعته مع بذل كافة الأسباب صارت حياته أفضل مما كانت، فمن كانت حياته في طاعة الله سيعيش مطمئن مرتاح البال لأنه أرضى ربه وأدى فرضه وأتى بأركان الإسلام والإيمان وبر والديه واهتم بأسرته وأرحامه وتعامل مع سائر الخلق بمكارم الأخلاق فحياة من كان هذا حاله ستكون مختلفة بإذن الله عن حياة من لا يعرف الصلاة ويصبح ويمسي على عقوق الوالدين وإيذاء أسرته وأرحامه والناس.

من أراد أن يكون في حرز ومأمن من تسلط شياطين الجن والإنس عليه، فليكثر من ذكر الله.

ومن أراد أن يكون في حزر ومأمن من تسلط شياطين الجن والإنس فليكثر من ذكر الله ففي الحديث الصحيح أن يحيى بن زكريا عليهما الصلاة والسلام قال لقومه : (وآمركم أن تذكروا الله فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعا حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله ) ولو وقع بلاء على من أطاع الله واتقاه فإنك ستجده صابرا بقضاء الله فهو طيب النفس قبل البلاء وبعده، ومن الشاكرين في الرخاء ومن الصابرين في البلاء.

مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي

alkamali11@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر