5 دقائق

سوس التفاهم

إيمان الهاشمي

«كل ما يوجع النفوس الحساسة في هذا العالم هو سوء التفاهم».. هذا ما قاله جبران خليل جبران، وقبله العديد ممن تأملوا «سيكولوجية» الإنسان، والكثيرون من بعدهم أيضاً، بينما لانزال نردد عبارة «لا تفهمني غلط»، بجميع لغات العالم، وفي عصر التطور الذي قد «نسيء فهم» تطوره إلى يومنا هذا.

إن اللغة بأنواعها، (صوتاً وجسداً)، هي الأداة الأساسية للتخاطب بين الكائنات الحية، ولقد ميّز الله البشر بالعقل لتكون المعاملات أكثر دقة وإيضاحاً، وأسرع في «التفاهم» دون أن نقلب الهاء قافاً!

إن اللغة بأنواعها، (صوتاً وجسداً)، هي الأداة الأساسية للتخاطب بين الكائنات الحية، ولقد ميّز الله البشر بالعقل لتكون المعاملات أكثر دقة وإيضاحاً، وأسرع في «التفاهم» دون أن نقلب الهاء قافاً! فتفاقم العلاقات بأنواعها يبدأ من تفسير ما يقوله الطرف الآخر، اعتماداً على الترجمة الفردية الصحيحة في اعتقاد الطرفين، باعتبار أن التواصل هو «فم» الحوار لتحويل الانفعالات إلى إشارات مفهومة، لكن نظراً لازدياد بكتيريا «التنغيزات»، وتراكم جير «التنغيصات» فوق ضرس «اللاعقل»، بعد مضغ الكلمات السامة عبر «اللعاب» اللعَّاب، أي المتلاعب بالألفاظ، ثم باصطكاك الحروف المبطنة مع بعضها بعضاً مسببةً صريراً في القلب، ما يؤدي إلى «تسوس التفاهم»، وربما نخر الأرواح، وقد يصل الأمر إلى «القلع» النهائي للشخص من دون «تخدير» موضعي! إذ إن بعض «أنياب» الحديث حادة جداً وتحتاج لـ«البرد» أو إلى «تقويم» سريع للحد من اعوجاج معانيها، كما أن بعض النفوس «مصفرة» إلى حد السواد، فأصبحت بحاجة ماسة إلى «تبييض» فعّال وفوري!

أما عن أسنان «المحادثات» اللبنية، فهي تسقط في عمر الطفولة ويسقط معها جدار البراءة في فهم المقصود، لذا يرجى استخدام «السواك» النفسي لتنظيف السلوك الشخصي باستمرار، مع استعمال «معجون» حسن الظن في تفريش الإدراك ثلاث مرات يومياً، لحماية الذات «بفلورايد» التغاضي عن الأخطاء، مع تكوين طبقة «المينا» الصحية «للتسامح» في جذور صدورنا، وذلك للتخلص من مادة «البلاك» الملتصقة بـ«ضروس» الوعي، لتجنب تكلّسها وتكوين طبقات سميكة من «الخصام»، ومن ثم الاضطرار إلى تركيب «جسور» ود صناعية، سرعان ما تنهار أمام استيعاب الزمن.

وهآنذا أقول إن «كل ما يوجع (الأسنان) الحساسة في هذا العالم هو (سوس) التفاهم»، لذا أرجو أن «تفهموني صح»!

eman.alhashimi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتبة يرجى النقر على اسمها.

 

 

تويتر