5 دقائق

العِجْل والدجَّال

إيمان الهاشمي

اذبح نجْل عِجْل، يجلجل كطائر الحَجَل، يعيش في مزرعةٍ للفِجْل، يملكها رَجُل بلا رِجِل! أَجَلْ.. فساعة الأَجَل، لا تتأجَّل ولا تتعجَّل، إذن لم الوَجَل؟ هيّا لا تخشى الدَّجَل ولا الزَّجَل، فهذا كله من أَجْل، أن تخسر مالك على عَجَل، وقبله عقلك بلا خجَل، فيغضب الله عز وجَل! ليبقى السؤال من هو «العِجْل»؟

المسألة ليست أنني أؤمن أو لا أؤمن بالسحر، فهو حق مذكور في «القرآن الكريم»، وإن كانت عين الحاسد بالنسبة لي أشد فتكاً من طلاسمه!

قد يبدو نمط الحديث بهذه الصيغة السجعية المريبة، مألوفاً جداً وليس غريباً أبداً على أولئك الذين يرتادون بيوتاً هي في الحقيقة ليست سوى أوكار للسحر والشعوذة! وذلك بحجة ناقصة كعقولهم لقضاء حاجاتهم الدنيوية، تاركين بيوت الله التي تنير دروبهم في الدنيا والآخرة، والأدهى أن بعضهم قد لا يدركون أن ما يفعلونه هو «الشرك بالله»، إذ يستعينون بالدجَّال «المربوك»، أقصد المبروك، الذي يتعامل مع الجن المتروك و«المفروك» بجميع الألوان (الأحمر والأخضر والأزرق، و.. و.. وربما «جن قوس قزح»)! مقتدين بعهد الأصنام في الجاهلية والعياذ بالله! ومنهم من «شياطين الإنس» الذين يدركون تماماً أن ما يقومون به هو الكفر بعينه، وكما تجري العادة في التمويه عند هؤلاء المسوخ؛ فيرتدون ملابس الطهر كي يلوثوا معاني الدين القويم ويضللوا بني البشر إلا مَن اتقى وارتقى!

المسألة ليست أنني أؤمن أو لا أؤمن بالسحر، فهو حق، مذكور في «القرآن الكريم»، وإن كانت عين الحاسد بالنسبة لي أشد فتكاً من طلاسمه! فقبل بضعة أيام التقيت بأحد حَمَلة الشهادات العليا ذي التعليم الفذ، والمستوى المعيشي الراقي، بالإضافة إلى الدراية الجيدة بتعاليم الإسلام، ثم دار بيننا حوار حول تدهور صحته النفسية والمادية بعد أن وقع في شباك أحد هؤلاء الدجّالين، وبغض النظر عن ذكر تفاصيل السيناريو المعروفة لدى الجميع، خصوصاً ممن طبع على جبهتهم كلمة «مخدوع»! شعرت بالقشعريرة من قمة رأسي إلى أخمص قدمي لمجرد التفكير في مدى ارتفاع مستوى «النصب والاحتيال»، إلى درجة أنه بات يتغلب على بعض العقول النيّرة! حينها تأكدت من مقولة «العلم في الراس وليس في الكرّاس»، وعرفت حل لغز: مَن هو «العِجْل»؟ فهل عرفتموه؟

eman.alhashimi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتبة يرجى النقر على اسمها.

 

 

تويتر