5 دقائق

افتح يا «سم» «سم»..!

إيمان الهاشمي

لا تُسمَّى الطعنة طعنة إلا لو كانت عن «قريب» ومن «قريب»! فالبديهي أن الطعن لا يتم عن بُعد، لأن البعيد لا يستطيع الاقتراب أكثر مما تسمح له أنت، تاركاً مهنة «الطعّان» لأقرب الناس إليك! ولذلك نرى أغلب الطعنات تستقر في أعلى الظهر مائلة قليلاً إلى جهة اليسار! لتخترق الحاجب الحاجز والقفص الصدري ثم تسكن في القلب إلى ما شاء الله.

لا تُسلّم مفاتيح قلبك بسهولة (لأي كان)، فأنت لا تدري من قد يطأ أرضك الخضراء بقدمٍ سوداء تطمس آثار الوجوه المشوّهة خلف الأقنعة الجميلة.

فالنظرية الخرافية لعلماء «الخل الوفي» تؤكد أنه كلما كان الشخص أقرب إليك اشتد عمق الجرح، وكان نزفه أكثر إيلاماً، على نقيض نظرية «افتح قلبك للناس»، التي هلع بعدها الباحثون لتطبيق سياسة «مفتاح الأمان وصمام الحذر»، التي تنص على ألا تُسلّم مفاتيح قلبك بسهولة لأي كان، فأنت لا تدري من قد يطأ أرضك الخضراء بقدمٍ سوداء تطمس آثار الوجوه المشوّهة خلف الأقنعة الجميلة.

فهاهم يبتسمون ويهللون لنجاحك، أو لترقيتك، أو لسيارة اقتنيتها، أو لمنزل جديد، أو لمولود رزقت به، أو لأي نعمة منّها الله عليك، فتبتسم لهم بالمقابل وبكل براءة تفتح باب فؤادك على مصراعيه، فيدخله الجميع على أنغام «افتح يا سمسم أبوابك»، نحن «الصالح والطالح»، ليغنيها كل واحد بحسب نيته! بينما تلهيك سعادتك وصفاء سريرتك عن عمل «أشعة سينية» سريعة لنياتهم أو«تخطيط مخ» مبسّط لخواطرهم، وتستمر الحال هكذا إلى أن يفاجئك أحدهم من الخلف «بلعنة الخنجر» المشبّعة بالحقد والغل والحسد اللامبرر، فأكاد أقسم إنها أشد فتكاً من «لعنة الفراعنة»، حيث يدوم مفعولها أطول من «السحر الأسود» المدفون خارج الكرة الأرضية أساساً!

لكن هذا لا يعني أن «تغلق ذاتك بذاتك على ذاتك» في دائرة مغلقة يصيبك قطرها «بجنون الاضطهاد» بنسبة 360 درجة! فأنا متأكدة من وجود «البشر الملائكة» في حياة كل واحد منا، ولذلك نحن ندرجهم تحت فصيلة «أغلى من أنفاسنا» فئة «الروح»، وحتى إن «ندروا» فهم لم ولن «ينقرضوا» بأمر الله تعالى في حكمته لاستمرار الحياة!

إذن.. من الذي قال إن الحياة تستمر دون وجودهم؟!

eman.alhashimi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتبة يرجى النقر على اسمها.

تويتر