5 دقائق

التنافس والترافس

إيمان الهاشمي

تخيّل أن هاتين الكلمتين عبارة عن صورتين منفصلتين بين يديك (في اليمنى «التنافس» واليسرى «الترافس»)، وقد وجب عليك إيجاد «الفروق السبعة» بينهما، خلال سبع دقائق أو أيام، وربما شهور أو سنوات! فهل حقاً تستطيع؟!

اليوم اسمحوا لي أن أشارككم بطريقة خاصة (جداً) في تشريح جثث «الجرائم السبع»، التي تم إعدامها بعد أن تم القبض عليها متلبسة بالجرم المشهود بواسطة «كلبشات» خبرتي الشخصية:

الفارق الأول:

لمحتُ في «عين» التنافس توسّع «الحدقة» للتقدم، وابتهاج «البؤبؤ» بالتطور على عكس توهّج نيران «الشبكية» للغل، وظهور مياه الحقد الحمراء في «القرنية»، مع الإصابة «بعمى» الغيرة غير المبررة.

أدعو جميع «المنافسين» (وهم الأغلبية والحمد لله) إلى الابتعاد قدر الإمكان عن أولئك «المرافسين»، مع ضرورة عدم التعامل معهم بالمثل في تسديد الركلات إليهم.

الفارق الثاني:

أصبت بالقرف من «ابتسامة» المرافسين الصفراء، وانسياب زُلال «الزلّات» المقصودة، فهرعت للبحث عن دواء للغثيان في صيدلية «الابتسامة الوردية» عند انعطاف شارع «النوايا الحسنة».

الفارق الثالث:

صدمني امتداد «أنف بينوكيو» عند المرافس، ليصل حدود بنوك «طوكيو» بعد امتلاء «جيوبه» الأنفية بالغشاء الكاذب المبطن، لحمايته من نزلات «الغش»، وعطس «الدسائس»، واحتقان «المؤامرات»، وسيلان «الفساد».

الفارق الرابع:

لاحظت ضعفاً شديداً في قدرة «الترافس» السمعية للخير، وقد يكون «صمماً» كلياً أو جزئياً، بسبب التهابات قناة «الأنا» الداخلية، وتراكم «الشمع» في صوان «الإنسانية»، بعد ثقب «طبلة» التسامح إلى الأبد.

الفارق الخامس:

تأملت «ذراع» المرافسة المفتول، بعد انتشار فصام «الفتوة» الشخصي، الذي عقد صفقة سوداء مع «عضلات» أصابعهم «الإرادية»، لرفع إشارة النصر الملوثة بدموع المنافس الشريف.

الفارق السادس:

أخافتني ظلمة «قلوبهم» كثيراً، بعد انغلاق «صمام» درب الأمان في حجرات «الصدق» الأربع، وانسداد الشرايين «التاجية»، لارتداء «تاج» الفوز المزعوم، نتيجة «للذبحة» الأخلاقية الحادة.

الفارق السابع:

أترك حل لغز هذا الفارق لكم (للتفكير معي) بصوتٍ عال.

وأخيراً أدعو جميع «المنافسين» (وهم الأغلبية والحمد لله) إلى الابتعاد قدر الإمكان عن أولئك «المرافسين»، مع ضرورة عدم التعامل معهم بالمثل في تسديد الركلات إليهم؛ كي لا نصاب بجنون «الأفضلية»، ونفقد عذرية شرف «المنافسة»، وحلاوة «الإبداع»، وبراءة «الاختراع»، كما أن «الرفس» بالأساس ليس صفة «آدمية» للتفاهم؛ لأن طريقه حتماً «مسدود، مسدود، مسدود» يا ولدي!

eman.alhashimi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر