سوالف رياضية

«كسر خشوم»

عبدالله الكعبي

خلال وجودي في المباراة النهائية في كأس ولي العهد السعودي، بين الهلال والنصر أو النصر والهلال، حتى لا يزعل المحتقنون، شاهدت نهائياً «ولا في الأحلام»، خصوصاً من جماهير الفريقين، إذ رسمت لوحة جميلة تعكس عشق المشجع السعودي للرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص.

النصر السعودي أو العالمي، كما يطلق عليه محبوه، حصل على الكأس بعد سنوات عجاف طويلة من الحرمان، حيث ابتعد النصر عن جميع منصات التتويج، وكان يترنّح من موسم لآخر، وللأمانة جاء العمل الإداري مختلفاً، خصوصاً في هذا الموسم من التعاقدات والدفع بالملايين والجهد الكبير من الأمير فيصل بن تركي، وجاءت البطولة التي اعتادها فريق الهلال، وهو المسيطر على البطولات في المملكة العربية السعودية، تستحق جماهير النصر البطولة بعد صيام طويل، ومن حقها أن تفرح، وهذا حق مشروع لجماهير الشمس.

«لا شيء يجذب المشاهد هذا الموسم في دورينا سوى الأخطاء الإدارية والإيقافات والتصريحات في الصحف».

استغرب من التصريحات التي تظهر وتسبب المشكلات بين الجمهورين، وهي «كسر خشوم»، كيف كسرخشوم والهلال هو الزعيم في حصد البطولات والألقاب؟! للأسف هناك فئة تزرع الفتن عبر الفضائيات، وهي فئة دخيلة لا تتصف بالمهنية الإعلامية، وتظهر كمشجع عبر الشاشة.

المميز في فريق النصر عطاء حسين عبدالغني ومحمد نور وهما في هذه السن الكبيرة، لكن من يشاهدهما يقل انهما في العشرينات، وهذا يدل على محافظة النجمين على مستواهما، وهذا شيء نادر نشاهده الآن في الكرة الخليجية.

الاحتقان تسببه بعض البرامج، التي فيها مشجعون ومحامون لبعض الأندية، وهذا ما شهدته من خلال وجودي في أكثر من مباراة أو نهائي في المملكة، الأسماء معروفة للجماهير، وهي تحارب الناجحين والمميزين، واسألوا سامي الجابر: من يحاربه منذ سنوات طويلة وقد قدم خدماته للفريق الهلالي أو المنتخب السعودي الشقيق؟

نعود إلى دورينا وخروج النصر الإماراتي من مسابقة كأس رئيس الدولة، إذ كان حلم كل نصراوي أن يشاهد الكأس مرفوعة بأيدٍ نصراوية، لذلك يتطلب من ادارة النصر العمل الكبير حتى نشاهد الفريق يحصل على بطولة، ومن حق الجماهير أن تعيش تلك الحظات الجميلة التي افتقدها الفريق منذ العصر الجميل الذهبي أيام المدرب الكبير لابولا ورجب عبدالرحمن.

كم استبدلت أنديتنا من لاعبيها المحترفين، وكم دفعت لتغيير هذا السيناريو المكرر منذ سنوات طويلة؟! نحن لا نستوعب الدرس ونقع في الاخطاء نفسها وتتحمل ادارات الأندية هذا التخبط، وهو ازلي منذ سنوات طويلة.

لا شيء يجذب المشاهد هذا الموسم في دورينا سوى الأخطاء الإدارية والإيقافات والتصريحات في الصحف، وما يعاب على دورينا هو الضعف في المستوى الفني، والتعاقدات بالأرقام الفلكية، وفي النهاية اللاعب هو المستفيد فقط.

هناك شخصيات ومحللون مثل الشمعة، فترة وتنتهي، إذا عمل وجد المدح، وإذا أخطأ خرج بطريقة لا يشعر بها الشارع الرياضي، وكم من اسم لامع ظهر واختفى، وهو الآن يجلس في المقاهي يشاهد المباريات عبر الشاشة!

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر