5 دقائق

خدشَ يخدشُ خدشاً

إيمان الهاشمي

«وحوش الخدوش» هم مخلوقات شبه آدمية، من فصيلة «ثنائي القوائم»، تعيش بيننا وليس معنا؛ إذ إننا لا ندرك كيف تتسلل هذه الكائنات المؤذية خفية إلى هيكل «السيارة»، لتقوم بمحاولة يائسة وبائسة و«خائسة» لممارسة فن الرسم، أو بالأصح عفن النحت على فلذات «مركباتنا» بواسطة أي آلة حادة أو شبه حادة! المهم أنها تعمل في «مذبحة» صبغة الوكالة الأصلية، كي «تنحر» رقاب آمالنا بالحرام، ومن ثم «تسلخ» جلود جيوبنا بلا سبب حقيقي.

ما عدت «أصف» مركبتي إلا حيثما أجد «كاميرا» تشع عيونها بالدفء لأحتمي تحت ظلها من مطر «الخدوش» وسيول «الكشطات» وفيضان «التأمين» ضد الغل.

إن هذه الهواية الشريرة لم أجد لها تفسيراً «عاقلاً» أو مقنعاً في كتب مؤسس علم النفس التحليلي «سيجموند فرويد»، لأنها تختلف تماماً عن الزلّات البشرية غير المقصودة، وإن كانت هي بدورها لا تقل خدوشها في القلب ولا في حياء الاعتراف بالخطأ لمن ارتكبها، خوفاً أو هروباً من المساءلة القانونية والاجتماعية والأهم «المادية»، لذلك نجدهم ينقسمون إلى قسمين فقط من فئة الضمير الحي أو الميت.

لكني في الحقيقة ما عدت أكترث لعدد «الأوتوغرافات» التي تتصدر أبواب سيارتي المسكينة، بعد أن أصبحت جدران بشرتها السوداء محطاً جديداً لنوع غريب من الحضارة المتراجعة (لما قبل التاريخ تقريباً) والمختصة في تكنولوجيا «الخط الهيروغليفي العصري» الذي لم ولن يجد له «البشر» أي معنى أو مغزى سوى الشر المطلق؛ وبغض النظر عن عمر من يمارس هذا النوع من «الفنون» بحذف الفاء وإضافة الجيم! نجد أن الدافع قد لا يكون شخصياً أبداً وإنما هو مجرد دور دنيء في لعبة «سبورة» الحظ التعيس، بحسب من تنجو سيارته من براثين المشاركة «رغماً عنه» في هذه المهزلة الشيطانية.

أخيراً، وبعد أن تعبت من ارتداء قبعة «المحقق كونان»، والإمساك بالعدسة المكبرة على غرار «شارلوك هولمز» والطواف حول «العجلات الأربع» للاستدلال على أول «خدش» في الجريمة، قررت أن أعقد «هدنة» بين راحة البال والجيب، فوجدت حلاً جزئياً لمشكلتي، حيث ما عدت «أصف» مركبتي إلا حيثما أجد «كاميرا» تشع عيونها بالدفء لأحتمي تحت ظلها من مطر «الخدوش» وسيول «الكشطات» وفيضان «التأمين» ضد الغل.

eman.alhashimi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر