5 دقائق

لا لا لا... تعزفي

إيمان الهاشمي

منذ فترة قصيرة حققتُ نجاحاً بريئاً في مجال العزف على آلة «البيانو»، من خلال ألحاني المركّبة تركيباً بسيطاً ممزوجاً ببضع آلات موسيقية غربية وشرقية، التي قمت بصياغة جميع «حواراتها» بنفسي، أي من بنات «أناملي»، فنالت نصيباً من استحسان وتشجيع متذوقي «غذاء الروح»، لأرفع راية النصرعالياً فوق جبين جميع المنّغصات والضغائن والمثبطات التي واجهتها، الشيء الذي جعلني أحلّق مع كل «نوتة» في «سلّم» الفرح.

لقد استطاعت روحي أن تهمس بوضوح في أذن كل من سمع «طلاقة كلامي»، دون أن أنطق بحرفٍ واحد، وهذه هي «السيمفونية الحقيقية».

نعم، لقد استطاعت روحي أن تهمس بوضوح في أذن كل من سمع «طلاقة كلامي»، دون أن أنطق بحرفٍ واحد، وهذه هي «السيمفونية الحقيقية»، فسواء كانت لغتي الموسيقية بليغة أم لا، ستجدني في آخر «المفاتيح السبعة»، أجيد لهجتها، بحسب حجم «كف يدي» لا لساني!؟ أي بالاتفاق مع قدرات أنفاسي لترجمة أقوالي بصوت أصابعي، وإن كانت تعجز عن الوصول إلى جميع مخارج «الصولفيج»، كما أنني أود أن أعرفكم إلى زملائي العازفين، سواء المتدربون أو المحترفون، صغاراً وكباراً، لكنني أخشى ألا تفي حقهم هذه الأسطر القصيرة! فقد تضيع الفكرة الأساسية للمقال في طرح شرح مختصر، حول قدرة «البعض» الجبّارة على تحويل هذه الأجواء من «حديقة أنغام» إلى «حقل ألغام» مملوء بالحقد والنقد والفقد لمعاني الأخلاق في قنبلة واحدة «مسيلة للدموع»!

على حد علمي، إننا جميعنا ندرك معايير «أعداء النجاح» بجميع درجاته الصغرى والكبرى، ومقاييس «التنافسية» الإيجابية والسلبية، والأهم من هذا كله حدود «الحلال والحرام»، وبما أنني حتماً لست مؤهلة كي أفتي بشرعية العزف والمعازف، أو بجواز «الآلات الوترية» و«البيانو» على وجه الخصوص، لأن هذا أمر آخر لانزال متفقين ألا نتفق عليه! لذلك سأقتصر حديثي عمّن ترك كل ما يعنيه ليتدخل في ما لا يعنيه، فتجده يخطّط ليلاً ونهاراً، ويكرهك سراً وجهاراً، ثم يرافق وينافق، ثم يقلق كاللقلق، ثم يأرق ويعرق، حتى يغرق كالأخرق في بحر تدميرك دون سبب مقبول!

وهاأنذا أستعين بلحنٍ للموسيقار محمد عبدالوهاب، اقتبسته من أغنية «لا تكذبي»، أهديها لكل روح غنّت «لا تعزفي» لأدندن لها «لا لا لا تعرفي».

eman.alhashimi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتبة يرجى النقر على اسمها.

تويتر