ملح وسكّر
زيارة مفرحة لكل الرياضيين
زيارة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للزميل طارق الحمادي في المستشفى، ليست بغريبة على سموه كونها خصلة تميز بها شيوخنا الكرام، حيث اعتادوا هذا النهج منذ عهد الآباء المؤسسين، رحمهم الله. فالتواصل الاجتماعي لسموه يمتد لجميع شرائح المجتمع، ولا يكاد يمر يوم إلا ونرى له زيارة لمواطن أو مواطنة أو مقيم، فتجده يقف مع المحتاج ويزور المريض ويصل البعيد قبل القريب، ويبر كبار السن بتقديرهم واحترامهم والإصغاء لهم، فهو أمرٌ اعتاد عليه سموه من خلال عفويته وطيبة قلبه وابتسامته التي أصبحت بلسماً لشفاء القلوب، بل صارت علامة على محياه أينما كان. لذلك فقد جاءت مبادرة سموه للتخفيف عن طارق في محنته وللشد من أزره في هذا الظرف الذي مر به، فهي زيارة كانت مفرحة ليست لطارق وحده وإنما لجميع الرياضيين الذين فرحوا بها وتفاعلوا مع مشاعرها النبيلة وخُلقها الكريم الذي جاء بتواضعٍ كبير من سموه، وبعفوية البسطاء التي ابتعدت عن البروتوكولات والرسميات المعقدة، ليتأكد للرياضة وأهلها بمختلف شرائحهم أن هناك من يقف بجانبهم، يشاركهم أفراحهم ويواسيهم في أتراحهم. فزيارة بوخالد تحمل بين ثناياها رسائل عدة أهمها أن القيادة والشعب على قلبٍ واحد، وأن البيت سيظل متوحداً، مهما حاول الحاقدون النيل منه، فوجود قادتنا صمامُ أمانٍ لهذه الأرض ولمن يقيم عليها.
|
زيارة سموّ ولي عهد أبوظبي للحمادي تحمل بين ثناياها رسائل عدة، أهمها أن القيادة والشعب على قلبٍ واحد. إخفاقات منتخبات المراحل السنية تدق ناقوس الخطر في مسيرة الكرة الإماراتية. |
- ألا يدعو خروج المنتخب الأولمبي من كأس آسيا تحت سن 22 في مسقط، إلى القلق والخوف على مستقبل كرتنا بعد أن توالت إخفاقات منتخباتنا السنية في الآونة الأخيرة؟ فقبله سقط أبيضنا الصغير في مونديال الناشئين، وسبق ذلك فشل الأبيض الأولمبي في خليجي البحرين للمنتخبات الأولمبية. فكل هذه الإخفاقات تدق ناقوس الخطر في مسيرة منتخباتنا الوطنية التي تغير شكلها في السنوات الخمس الأخيرة، بسبب النقلة النوعية التي حققها المنتخب الأول تحت قيادة المجموعة الحالية، فالتراجع على مستوى النتائج وسوء المشاركات الخارجية حالياً، لربما يجرنا تدريجياً للعودة للخلف وللسنوات العجاف التي عشناها منذ كأس آسيا 96 وحتى عام 2007.
صحيح أن هناك فوارق بين مجموعة المنتخب الأول والمجموعة الحالية في المنتخبات السنية من ناحية المهارة والموهبة والنوعية التي بسببها تغير المضمون والشكل معها، كونها شرطاً لنجاح لاعب كرة القدم، فإن غاب أحدها تكون نتيجته انخفاضاً وهبوطاً لعطاء ومردود اللاعب. لكن ذلك لا يكون مبرراً للإخفاقات والخروج المتكرر الذي حدث على صعيد تلك المشاركات، حيث أثارت استياء وسخطاً حولها، وهو ما يحتم على اتحاد الكرة الانتباه والحذر منه نتيجة انحدار مؤشر المشاركات الخارجية في هذه الفترة، فعليه ألا يستكين لنتائج المنتخب الأول وما يحققه في التصفيات الآسيوية، فالمؤشرات تدل على أن المستوى والنتائج لا تبشر ولا تطمن مستقبلاً، كون أثرها سيظهر على المدى البعيد (لا سمح الله) ومن الممكن أن يخسر اتحاد الكرة ما بناه في تلك السنوات. لذا فإن الأمر بحاجة إلى إعادة ترتيب وتنظيم من اجل تلافي هذه السقطات وهذا الفشل المتكرر أياً كانت مبرراته، والذي لن يكون إلا بالعمل الجاد من خلال البحث عن المسببات الحقيقية ثم التخطيط المبني على أسس سليمة من أجل إعادة منتخباتنا الوطنية إلى الواجهة.
Twitter: @Yousif_alahmed
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.