5 دقائق

المستديرة!

د.عبدالله الكمالي

هناك شريحة كبيرة من المجتمع تمارس وتتابع بحماس شديد لعبة كرة القدم، فهذه اللعبة لها جمهور طويل عريض يتابعها ويتابع كل ما يتعلق بها قبل المباراة وبعدها، بل عندنا في الدولة قنوات رياضية عدة، معظم اهتمامها كرة القدم وتحليل المباريات، والسؤال المهم جداً: هل تم تقديم التوجيهات المتنوعة إلى هذه الشريحة الكبيرة؟! فدور الأندية لا يقتصر على الجانب الرياضي فقط، بل دورها الاجتماعي والتوجيهي أكبر وأسمى في المجتمع، فبدل أن يرفع الجمهور شعارات رنانة في حب ناديهم المفضل، فمن الأجمل أن يرفعوا شعارات في حب بلادهم، ونبذ كل ما يسيء إلى العلاقة بين الأندية المختلفة، وحبذا لو وضعت الأندية شعارات في مكارم الأخلاق وجميل العادات، فقد يتأثر الناس بكلمة واحدة تشع جمالاً وتوجيهاً وتأثيراً، ومن المهم أن توجه إدارات الأندية اللاعبين، وهم في عصر الاحتراف لا الانحراف، إلى الالتزام بمكارم الأخلاق وجميل العادات، فمن غير المعقول أن يكون شعور اللاعبين وبعض تصرفاتهم في الملعب، خصوصاً بعد إحراز الأهداف، غير متوافقة مع عادات وتقاليد المجتمع، فلابد أن ينبه اللاعب إلى أن شريحة كبيرة، خصوصاً الصغار، سينظرون إليه باعتباره قدوتهم، ولابد أن يعكس هو الأخلاق الإسلامية والعادات الوطنية الجميلة.

ومن أقبح الخصال التي قد يُبتلى بها بعض اللاعبين التعامل مع السحر والشعوذة، في غفلة تامة عن الجانب الديني المتعلق بالمسألة، فلن تجني خيراً أخي اللاعب من هذه الشركيات، بل قد تضيّع هذه الشركيات دينك وآخرتك، وتؤثر أيضاً في مستقبلك الرياضي، وأيضاً مسائل المعاصي والانحراف الذي ضيع حياة ومستقبل بعض اللاعبين، من سهر وسفر ومخدرات وغير ذلك، فلابد أن تقوم إدارات الأندية بدورها في توعية اللاعبين، وحتى الجانب المالي، وترك البذخ، وحسن استغلال المال، والتوجيه الاجتماعي للاعبين، مطلب مهم جداً لابد للأندية أن تلتفت إليه.

لابد أن ينبه اللاعب إلى أن شريحة كبيرة، خصوصاً الصغار، سينظرون إليه باعتباره قدوتهم، ولابد أن يعكس هو الأخلاق الإسلامية والعادات الوطنية الجميلة.

إن بعض اللاعبين له جهد مشكور في تحقيق عبادة بر الوالدين، والعمل الخيري، ومشاركة الناس أفراحهم وأتراحهم ابتغاء وجه الله، فهو يعلم أن عمل الخير والتواضع للناس من أعظم أسباب البركة وزيادة الخير والتوفيق، فلو تم إبراز هذه الجهود القيمة فحتماً سيكون لها جانبها الفعال في المجتمع، وهذا هو دور قنواتنا الرياضية، وكم أتمنى أن تنشغل بعض البرامج الرياضية بهذه الجوانب بدلاً من حوارات تزيد من الاحتقان والمشكلات بين الأندية.

وكذلك على اتحاد الكرة دور مهم جداً في توجيه الأندية لغرس الفكر المعتدل الذي يقوم على أساس اتباع الكتاب والسنة بفهم العلماء الكبار في نفوس الجميع، حتى يعرف كل أفراد المجتمع خطورة أفكار التطرف والغلو والتكفير والتفجير، فمن الجميل أن نرى مساهمة فعالة من اتحاد الكرة في هذا الجانب المهم.

مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي

@alkamali11

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

 

تويتر