5 دقائق

عمليات «تقبيح»

إيمان الهاشمي

ترى هل سأصبح أجمل أم أقبح؟ وهل سأبدو كما تمنيت أم لا؟ وإلى أي مدى سيكون نجاح العملية؟ وما مضاعفاتها؟ وكيف ستكون ردة فعل مَن حولي؟ وهل سأخبرهم بالحقيقة؟ و... و... والسؤال الأهم: «ترى هل سأندم؟».

هنالك العديد من الأسئلة، التي تنصبّ كالفيضان في رأس كل من يرغب في تغييرٍ ما في جسده، سواء كان لضرورة فعلية أم لتحقيق ذروة الجمال والشباب أم لدواعٍ أخرى في نفسه! مؤكدةً أنني لست مع أو ضد، وإنما لديّ رؤية وصفية لنظرة شخصية تحاكي العالم الذي أعيش فيه.

العين مرآة الروح، ومن خلالها نرى أنفسنا على حقيقتها، فنحن لا نحتاج إلى صور مرئية من الخارج إلى الداخل، وإنما العكس تماماً.

لقد فاقت تكنولوجيا التجميل مخيّلة الأجيال السابقة، لتحقق «أحلام المرايا» في بلوغ أعلى درجات الرضا، وسواء كانت الانعكاسات صادقة أم مجرّد «وهم كبير»، يعكس رؤية الفرد لذاته؛ فالعين مرآة الروح، ومن خلالها نرى أنفسنا على حقيقتها، فنحن لا نحتاج إلى صور مرئية من الخارج إلى الداخل وإنما العكس تماماً، وهنا يأتي الاعتماد على أخلاق الطبيب المهنية في قول حقيقة ما يراه؛ فيما إذا كان الشخص يحتاج حقاً إلى التصحيح الخارجي أم إلى تقويم داخلي لا غير!

ومع هذا الإقبال الشديد في الآونة الأخيرة، الذي شمل «جميع الأعمار»، أصبحت عيوننا مدرَّبة على «حاسة الشم» في الكشف على البصمات الجراحية، «وإن كانت غير ملحوظة» حيث تعمل كدليل قاطع على ثبوت حالة «الجراحة»، مع سبق «التجميل» والترصّد! ومع أن النتائج «ولو كانت إيجابية» إلا أننا نخطئ كثيراً في تقييمها؛ بعد أن تبدأ خيالاتنا الصورية لما كان يبدو عليه «الشخص» من قبل؟ ومن ثم إلقاء الأحكام المبنية على قانون «الفرضيات» كالحكم السريع، بوصف ما كان عليه بالقبح الشديد أو بالطعن في أحواله المادية والاجتماعية والنفسية وربما الدينية أيضاً! وما إلى ذلك من نعوتات قد تكون أو لا تكون صائبة في كثير الأحيان، ناهيك عن «فضول الهر» في معرفة التفاصيل الدقيقة كافة بـ«المتجمِّل» في صورة تفاضلية، تظهر أمامنا كالإعلانات التجارية المصورة «قبل وبعد»!

وهكذا... ما عدنا ندري ما إذا كانت هذه العمليات تجُرى حقاً لغاية «التجميل» أم «التقبيح»؟

eman.alhashimi@hotmail.com

 لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر