5 دقائق

مـا تــ «عـايش»

إيمان الهاشمي

ما أجمـــل العبـــد إذا عَـــــــبَدْ

وغُــفِــر ذنــبه وإن كــــان زَبَدْ

فالإنـــسان خـُــلِق في كَـــــــبَدْ

والدنـــــــيا لا تــــدوم إلى الأَبَدْ

 

خُلق الإنسان بمقدرة طبيعية متميزة جداً للتأقلم مع محيطه والبيئة التي يعيش فيها، كي تصبح الحياة «قابلة للهضم»، لكن في الآونة الأخيرة خارت قوى التكيّف الخارقة عند الأغلبية، وتحوّلت إلى «نزلة معوية حادة»، أعلنت الطوارئ والاختباء في جلباب «الطبيب»! الذي هو بدوره يعاني أعراض «التسمم الإنساني» و«العَدْو نحو العَدُوْ».

من المستحيل تقبّل ما لا يتقبل التعايش معه، فبعض المصائب «وحيدة الخلية» ترفض العيش بالتكافل مع البشر، وحينها يكون القبول غير مقبول.

إن المستحيل تقبّل ما لا يتقبل التعايش معه، فبعض المصائب «وحيدة الخلية» ترفض العيش بالتكافل مع البشر، وحينها يكون القبول غير مقبول، خصوصاً بعد انتشار «بشر الحامول»؛ والحامول «نبات طفيلي قاتل خطر»، يتغذى على غيره من النباتات، ويمتص آخر رمق من جذورها! وهكذا بالمثل حيث يقوم هؤلاء «الطفيليات» بامتصاص «الصبر» من عروقنا، أثناء عملية «البناء الذوقي» للمحافظة على كياستنا الآدمية وثباتنا بهدوء ضد ظاهرة «تصحّر» الحياة، لتبقى بؤرة المشكلة في بؤبؤ «الحاموليين» عند تحويل بعض «الكلمات» من «مادة اليخضور للسلام» إلى «الكل مات» من «الدم اليحمور والسلام»!

إنني أخشى أن تؤسر تلك الحمامة البيضاء «بين ربح الحرب وبحر الحبر»، بعد أن تغطي وجهها بخمار غصن الزيتون المتقشف من شدة الخزي، ما لم يتزحزح العالم من هذا الجمود الصاقع وسط الغليان! لاقتلاع سيقان «الحامول البشري»، ومنعه من الزحف المميت إلى «جذورنا»، وحرمانه من التربص بـ«بذورنا»، ثم التطفل على «العائل» الخاص بنا؛ فعائلاتنا هي أغلى ما نملك، اعتباراً بأننا جميعاً أسرة واحدة اسمها «الإنسان» تحت سقف بيت «الكرة الأرضية».

نحن خلقنا أساساً للعبادة والطاعة والرضا بكل ما يُكتب لنا ويقدّر، خيره وشره، فالصبر يعدّ من أعظم النعم التي وهبها الخالق لخلقه، ولذلك تجدنا نتوكل على الله في كل شيء، مع التنويه «باللون الفوسفوري» إلى الفرق الشاسع بين «التوكّل والتواكل» كي نتعايش في ما بيننا، فالحياة حتماً ستستمر إلى أن يشاء الله، سواء شئنا أم أبينا.

لكن يبقى السؤال: هل قلب الصبر فعلاً «ما تـعايش» أم «مات عايش»!

eman.alhashimi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر