5 دقائق

عندما تتكلم الأنامل!

د.عبدالله الكمالي

أصبحت الكتابة هذه الأيام وسيلة مؤثرة للغاية لتناقل المعلومات والأخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي والبرامج المتعددة في الأجهزة الذكية، فلو نظرنا إلى حالنا مع هواتفنا الذكية خاصة لوجدنا أننا إما أن نكتب أو نقرأ، وهذا كله من تيسير الله علينا، فالأمور الحديثة إن استغلت في الخير كان فيها الأجر، لكننا لابد أن نصارح أنفسنا بأن بعضنا قد يستخدم الكتابة في أمور لا ترضي الله، فينشر أشياء لا يحل له أن ينشرها، متناسياً أن الأنامل ستتكلم وتشهد له أو عليه عند الله تعالى، فقد ثبت أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال لأم سلمة رضي الله عنها: «واعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات مستنطقات»، أي اعقدن التسبيح والذكر بالأنامل، فهي ستتكلم يوم القيامة.

تذكير الناس بالجزاءات القانونية المترتبة على الكتابات السيئة في مواقع التواصل وغيرها مهم جداً، لكن لابد أن يتم تذكيرهم بأن الأمر يتعلق أيضاً بالحسنات والسيئات.

إن تذكير الناس بالجزاءات القانونية المترتبة على الكتابات السيئة في مواقع التواصل وغيرها مهم، لكن لابد أن يتم تذكيرهم بأن الأمر يتعلق أيضاً بالحسنات والسيئات، فبعضهم يتساهل في قذف المحصناتـ فإن لم يعجبه كلام إحداهن بادر بشتمها والطعن في عرضها! وترد عليه هي بقذف أمه وأخته، وبعضهم إذا وضع مقطعاً «يوتيوب» لأحد اللاعبين، بادر بعض من لا يخاف الله بكتابة تعليقات مشينة، يسب اللاعب وأهله وجماعته! ومن أبواب الشر التي يقتحمها بعض الناس في مواقع التواصل نشر شائعات لا أساس لها من الصحة، متناسين أن من أسباب عذاب القبر أن يكذب الرجل الكذبة فتبلغ الآفاق، ومن المؤلم أن يفعل هذا بعض من يزعم أنه ينتسب إلى التدين والاستقامة، فينشر الأكاذيب على بلاد معينة أو يسبها لأنها تخالف جماعته المنحرفة، فإذا وضّح له الناس أن الخبر مكذوب لا يُظهر أي ندم أو أسف! نسأل الله العافية والسلامة، فالرد على هؤلاء وتحذير الناس من شرهم بالكتابات الراقية التي تبين انحرافهم باب كبير من أبواب الخير، وبعضهم يستخدم أسلوب السب والشتم، زاعماً أن قصده شريف ونبيل، فأصبح حاله كما يقال «محامٍ سيئ لأعدل قضية»، فالحق لا يُنصر أبدا بالسب والشتم والكلام الساقط، وإنما ينصر بطرح قوي وصحيح ومتزن، والعاقل من يحرص على أن تكون كتاباته باباً للأجر، ففي الحديث الصحيح: «إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، فيُعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح فى النار».

مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي

@alkamali11

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر