5 دقائق

خذوهم بالسوط

إيمان الهاشمي

«خُذوهم بالصوت».. تكشف لنا هذه المقولة الشهيرة التفاصيل المخفية والمخيفة وراء ملابسات تكرار حوادث إصابة بعض «الحقوق» بالحروق في الحلق، مع تصميم الصمّم في الصميم، بعد أن رفع «الظلم» نعيقه عالياً فباتت صمّاء بكماء.

إذا كان صوت الحق دائماً عالياً، إذن فدويّ القنابل أكبر حق! لكننا جميعاً على يقين بأن أنين المظلوم يُصدر ذبذبات «لا تُسمع»، تخترق أذن السماء، وإن لم يكن مؤمناً بشيء! فدعاؤه حتماً سيستجاب مهما فقد الثقة واستبعد الأمل في استرجاع ما أُخذ منه أو أُنتهك فيه.

ليس كل من يصرخ يقول الصواب، وإلاّ لكان «النهيق» لغةً لا تعرف الخطأ!

وبما أنني لا أستطيع التوغّل في هذا الموضوع لكثرة أغصانه الملتوية، التي تلتف حول رقبة العدالة في الغابة «اللاخضراء»، حيث تتكاثف فيها الغيلان على الرغم من وجود ملائكة الحراسة الطيبين! قررت أن أترك تولّي هذه الأمور إلى خالقها عزّ وجلّ، وإلى القوانين الأرضية المُنصفة، بينما سأتمسّك بغصنٍ واحد فقط، وأشدّه بعيداً عن بقية الأوراق الملطخّة بالظلم، وأستحلفه بأن يتحاشى التلوث البيئي «الاجتماعي»!

ليس كل من يصرخ يقول الصواب، وإلاّ لكان «النهيق» لغةً لا تعرف الخطأ! ومن هنا وجدت أن هضم وجه «العتاب» بيننا، وإخماد نار «الاحتجاج» بالكبت، وفرض الرأي في العلاقات الشخصية، والتلذّذ بالسلطة المادية أوالمعنوية على الصعيد الشخصي، واستغلال النفوذ بقوة الجسد أو شدة النبرات الحادة التي تتسابق «بسرعة الصوت» تحت سقفٍ واحد، لقطع حبال «التفاهم» أو حتى إشعال فتيل «الإهمال» بشتى أنواعه القابلة للانفجار وتدمير السلام الذاتي، لا يقل خطورةً ولا ألماً أو مرارةً عن وقع الظلام في بعض النفوس، على حد علمي.

نرى العديد من الصداقات الحقيقية التي تتحول فجأةً إلى عداوة، أو العلاقات الطيبة التي تصبح مسمومة بسبب أو بلا سبب معروف، كما نشاهد انهيار أساسات بعض البيوت أو تفكك نيات الأفراد دون حاجة مقنعة، ثم نراقب بصمت حارق كيف ينتصر ذو «النبرة الأعلى» بالصراخ أو بالنحيب؟ سواء كان يستحق «العلم الأبيض» أم لا؟ لأن المعركة في هذه الحالة لا ينتصر فيها أحد!

لذلك أتمنى معالجة أحبال النقاشات الصوتية بدواء «خافت» قبل التعرض «لسوط الصوت».

eman.alhashimi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر