5 دقائق

طلابنا والاتحاد

د.عبدالله الكمالي

كتب الله لدولة الإمارات العربية المتحدة خيراً عظيماً باتحادها الذي تم بجهود رجال صادقين ومخلصين، ونحن نجني اليوم، بحمد الله وفضله، ثمرة تعب الآباء الذين أسسوا هذه الدولة التي تقدمت على كثير من الدول في شتى المجالات، وستمضي بإذن الله في تقدمها وتطورها على يد الأجيال القادمة التي تشاهد احتفالات الدولة باليوم الوطني، فمن المهم جداً لاستمرار هذا الخير أن نعتني بشريحة الطلاب في المدارس والجامعات، ونغرس فيهم همة وقوة وعزيمة الآباء الكرام الذين حافظوا على الاتحاد في منطقة مرت بظروف مختلفة، بعضها كان صعباً للغاية، لكن حكمة وعمل الآباء، بعد توفيق الله، قادت السفينة إلى بر الأمان.

إن الطلاب والطالبات، أيها القراء الكرام، هم عماد المستقبل المشرق، إن شاء الله، فلابد من تنشئتهم على حب الدين والعمل الصالح وحب الوطن، فمن كان مخلصاً لله، مطيعاً لربه، فإنه بإذن الله سيعرف حق وطنه ومكانته، ولن يقبل أن يمس وطنه بأي سوء، فمن الضروري جداً أن تركز المناهج الدراسية على هذه المسألة في مختلف المواد الدراسية، فالتحديات التي ستواجه الطلاب في المستقبل كبيرة للغاية، وتتطلب أن تكون لديهم حصانة فكرية وعقدية وإيمانية عالية، ولابد أن تغرس فيهم المناهج الدراسية أهمية نعمة الاتحاد، فلو لم يقدر طلابنا هذه النعمة يا ترى كيف سيحافظون عليها ويدافعون عنها في المستقبل؟!

ولابد أيضاً أن يتعلم طلابنا أن البيعة في أعناقهم لرئيس الدولة، فأدلة الكتاب والسنة تحتم على المسلم أن يسمع ويطيع لولي أمره، وإن كان ظالماً، فكيف لو كان عادلاً، محباً للخير، رحيماً بشعبه، كحال رئيس الدولة، حفظه الله تعالى، فكم يُلبس بعضهم، خصوصاً على فئة الطلاب والطالبات، في مثل هذه المسائل، فيزين لهم الخروج على ولاة الأمر، وغير ذلك من الأفكار المغلوطة التي قد يواجهها بعض طلابنا ممن لا يتمتعون بحصانة فكرية قوية، فقد لا يتمكنون من مواجهة هذه الأفكار بصلابة وقوة.

إن طلابنا في المدارس والجامعات هم قادة المستقبل، بإذن الله، فلنغرس فيهم صوراً ونماذج من تعب الآباء في خدمة الاتحاد، ولنبين لهم أن الآباء قدموا الكثير لبلادهم من دون انتظار مردود مادي كبير، بل طلباً للأجر والثواب من الله، ولو حدثنا طلابنا عن حال الناس في الماضي، وكيف عانوا الفقر والجوع والمرض والخوف، ثم جاء الله بالخير العظيم، فما يرونه من خير جاء بعد فقر عظيم مر بالناس، اضطروا معه إلى أمور كثيرة، فلا يجوز لهم أبداً التهاون في شأن الوطن والاتحاد، ولنحرص كذلك على أن ننمي في نفوس طلابنا أهمية رد الجميل للوطن، فالوطن قدم لنا الكثير، فهبوا يا طلابنا الكرام لنرد شيئاً من هذا الجميل.

مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي

@alkamali11

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر