5 دقائق

أنانيتي «أقصد» أنا نيّتي!

إيمان الهاشمي

ما رأيكم أن نذهب اليوم في رحلة خيالية إلى عالم «فِراري»؟ حيث «تفـِر» النوايا الحسنة لحدود جزيرة «النية البيضاء»، المطلة على ساحل «القصد السليم في القلب السليم»، بعدها سنعقد اجتماعاً قصيراً مع سفراء «كان أو ما كان قصدي»؛ للكشف عن الخفايا التي ما عادت خفية في عالمنا الحقيقي!

المهم إدراك الرسالة وفهمها جيداً بعد ترجمتها بمعناها الصحيح، مع الحرص على عدم التدخل «الذاتي النرجسي» أو «التسامح الساذج»في تفسيرها، ومن ثم التصرف بناءً على ذلك.

رغم أن معظم تعاملاتنا مبنية على «الأعمال بالنيات»؛ إلاّ أننا أصبحنا نغوص في بحر «المقاصد» دون أن ندرك أننا نغرق في «المقصود»، وكأن لكل منّا لغة خاصة به! فالبعض يحمل لك باقة وردية من الكلمات المليئة بالشوك السام! حينها تجهل المغزى من حواره، وعندما تظهر على ملامحك آثار السم، تضطر إلى الانسحاب بهدوء ثقيل تجر أذيال التساؤل، أو تقوم بالمواجهة وطلب الاستفسار، لتتخذ بعدها القرار المناسب بتنفيذ ردة الفعل التي تليق بالموقف! كالمهاجمة ورد الاعتبار أو التجاهل والترفع، أو التسليم والتصديق عن مضض بأن السم المضاف ليس إلا خطأ طبيعياً ومبرَّراً بفعل البشر! حتى إن كان الشخص صادقاً أم لا فإنك تجد صعوبة بالغة في بلع تلك المرارة الممزوجة بالعلقم، لكن المخزي في الوضع هو «اختلاط الحابل بالنابل»، وضياع زلاّت اللسان بين لدغاتها.

وهكذا تبدأ معمعة الوطيس لتحليل «التنغيزات» وفك رموز «الطلاسم» الموجهة إليك، فالكل يحمل «مكتب الترجمة القانوني» الخاص به في رأسه، ليقوم بفك الشيفرة (كلمة السر) أثناء الحوارات، اعتماداً على حقوق «النرجسية الطبيعية» لحماية الروح من المعتدين؛ ومع أن حب الذات واجب وضرورة نفسية سليمة تعكس الصحة الداخلية للانسان، إلاّ أن اتخاذ القرارات على أساس الغرور والتكبر والشغف بالنفس والأنانية، هو مرض لا محالة، وتدل أعراضه على الفساد الداخلي، بعيداً عن التسامح ومبدأ «العفو عند المقدرة»، لمجرد التشجيع العنصري لـ«الأنا العليا»! وإن لم تكن «النغزة» مقصودة حقاً!

فالمهم هو إدراك الرسالة وفهمها جيداً بعد ترجمتها بمعناها الصحيح، مع الحرص على عدم التدخل «الذاتي النرجسي» أو «التسامح الساذج» في تفسيرها، ومن ثم التصرف بناءً على ذلك.

فــ«أنا نيَّتي» أن أكتب مقالاً بعيداً عن «أنانيتي»!

eman.alhashimi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتبة يرجى النقر على اسمها .

تويتر