ملح وسكر

عدنا إلى الوراء مع الناشئين

يوسف الأحمد

■ الفشل الذي تعرض له المنتخب الوطني للناشئين أخيراً، أصاب الشارع الرياضي بإحباط وخيبة أمل كبيرة، بعد فترة ترقب وانتظار لمشاهدة هذا المنتخب الذي لمعت صورته قبل المونديال بشكل أوحى للجميع بأنه سيكون أحد طرفي نهائي البطولة. نعم هناك كانت مسببات وعوائق قلصت عطاء اللاعبين وحجمت حضورهم في الظهور لتأدية الواجب فقط، فلم يقدموا ما كان متوقعاً منهم و لم تُترجم أخبار ونتائج المعسكرات الرنانة بطريقة فعلية وعملية في المونديال. ولعل الجهاز الفني هو من يتحمل المسؤولية لوحده كونه من اختار اللاعبين وحدد طريقة الإعداد والتحضير، ثم جاء للمشاركة التي خرجت صفرية بامتياز. فالبحث عن مبررات وأعذار لن يجدي ولن يقدم أو يؤخر، فقد قُضي الأمر وانتهى، حيث عدنا إلى الوراء بعد أن تم حرق الصفحات السوداء التي عشناها على صعيد النتائج لمختلف فئات المنتخب في السنوات الماضية ثم نسيانها للأبد، لكن محصلة الناشئين أعادتنا إلى هذه الدائرة الضيقة مرةً أخرى. فلابد أن تكون هناك محاسبة حقيقية ووقفة جادة لما حدث، بعد أن تحول منتخبنا جسر عبور لمنتخبات مجموعته، بل رفع راية الاستسلام مبكراً. ولا يعقل أن ينبري اتحاد الكرة مدافعاً ومبرراً لهذا الفشل الذي يتقاسم مسؤوليته مع الجهاز الفني، فقد كان عليه الاعتراف وتأكيد الأخطاء التي صاحبت فترة الإعداد وطريقة التعامل مع هذه المجموعة. كما أن الحديث عن أن هناك لاعبين واعدين وتصعيد عدد منهم، أمر مفروغ منه كونها مسألة طبيعية في توالي الأجيال وانتقالها من فئة إلى أخرى حتى تصل إلى المنتخب الأول وتثبت نفسها. عموماً الجهاز الفني اجتهد وحاول لكنه لم يوفق في قراره، وأخطأ في إصابة الهدف الذي سعى لأجله، فالخروج بخفي حنين من هذه البطولة درس لابد من استيعابه، ودراسته للمستقبل من أجل البطولات المقبلة.

■ لم تمض الأيام على انطلاقة دوري الخليج العربي حتى أطلت علينا مقصلة المدربين، التي راح ضحيتها إلى الآن عدد لا يستهان به مقارنة بالانطلاقة. فهناك أسباب تقف حول هذه الظاهرة التي يتميز بها الدوري الإماراتي، والذي يبدو أنه مقبل على إقالات تنتظر الوقت فقط لإعلانها. العين هو من قص شريط الافتتاح، حينما أنهى تعاقده مع الأوروغوياني جورج فوساتي لأسباب فُسرت على أنها عدم تطابق في وجهات النظر بين الإدارة والمدرب، لتتوالى الأحداث بعدها ويتبعه الفرنسي بانيد مدرب الوصل، الذي تدهورت نتائج فرقته بعد بداية مثالية تفاءلت الجماهير الصفراء معها، لكن سرعان ما انقلبت الحال وتغيرت الأوضاع فصار الفريق لا ناقة ولا جمل له بعد تلقيه الهزائم، فكان أبسط الحلول لتبريرها هي إعفاء المدرب وتبديله. ليصل الحبل بعدها إلى رقبة الإسباني ميا مدرب الجزيرة، فقد كان وداعه بعد لقاء الوداع الظفرة، إذ لم يستطع توظيف أسلوبه لخدمة العنكبوت الذي تتجاوز طموحاته طريقة وأفكار ميا. القائمة طويلة وهناك أسماء ينتظر أصحابها إعلان القرار الصعب، الذي بسببه تخسر الأندية المال والوقت، نتيجة قراءات خاطئة ودراسات غير دقيقة لمعرفة نوعية المدربين الذين تحتاج إليهم. وبين هذه وتلك فإن الساحة تنتظر ضحايا جديدة بات حبل الإقالة قريباً منها، ليبقى المدرب الوسيلة الأسهل لتعليق فشل وأخطاء الإدارات وتحميله وزر النتائج السيئة التي تجنيها الفرق بسبب تخبط القرار وسوء الاختيار!

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

 

تويتر