أبواب

«أديسون الإمارات».. شكراً

علي العامري

إنجاز كبير حققه المخترع الإماراتي أحمد عبدالله مجان بفوزه بست جوائز في معرض دولي، وتمكن من تحقيق هذا الإنجاز بعد منافسة مع 400 مخترع من مختلف دول العالم. وعلى الرغم من أن هذه المشاركة هي الأولى لمخترع إماراتي في تاريخ المعرض الذي يقام في لندن، إلا أن نتيجتها كانت قياسية، إذ لم يحقق مخترع واحد هذا العدد من الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية خلال دورات معرض بريطانيا العالمي للاختراع والابتكار والإبداع والتكنولوجيا، منذ انطلاقته عام 2001.

بهذا الإنجاز الذي يستحق التقدير، دخل أحمد مجان الذي يلقب بـ«أديسون الإمارات»، العالم من بوابة الاختراع، ليسجل للإمارات إنجازاً كبيراً، خصوصاً أن المنافسة كانت شديدة أمام نخبة من المخترعين.

وكانت هذه المشاركة الدولية فرصة مهمة للتعريف بأهمية ما أنجزه مجان من ابتكارات واختراعات وصل عددها إلى ألف اختراع. ولكن مجان الذي يصف نفسه بأنه «مدمن اختراعات»، كان قد مر بمرحلة يأس، لأنه لم يتمكن من تنفيذ اختراعاته في تلك الفترة، خصوصاً أن متطلبات الاختراع مكلفة، وكذلك تسجيل براءة الاختراع. لكن الدعم الذي حصل عليه، أمدّه بطاقة جديدة للاستمرار في طريق الاختراع. ويقول عن ذلك «في السابق كنت أعاني ضعف التمويل لاستكمال الابتكارات وتطويرها، لكن سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، دعمني معنوياً ومالياً، وشجعني على الاستمرار والنجاح، بعد أن مررت بلحظات من اليأس، بسبب عدم تمكّني من إخراج ابتكاراتي إلى النور». لتواصل عجلة الأفكار الجديدة دورانها، وتتواصل ابتكارات مجان إلى أن صعد منصة التتويج بست ميداليات في مسابقة دولية.

«أديسون الإمارات» الذي يتقن خمس لغات، وعمل مهندس طيران في القوات المسلحة، لفت الأنظار إلى انجازاته، وفي الوقت نفسه إلى جيل من المخترعين الإماراتيين، وكذلك إلى امكانية العرب في الاسهام العلمي وتقديم اختراعات وابتكارات للبشرية، مثلما كان دورهم رائداً في عصور سابقة. ويؤكد إنجاز المخترع الإماراتي أن لدينا ما نقدمه للعالم في مجالات الاختراعات العلمية، كما يؤكد أهمية تبني ابتكارات المبدعين عبر فتح باب الاستثمار في مجال الاختراعات، وهو مجال حيوي مفتوح على الحاضر والمستقبل في الوقت ذاته.

وإذا تساءلنا عن أسباب ما يسمى «هجرة العقول العربية»، نجد أننا نحن العرب وراء تلك الظاهرة، فكم من مخترع لم يجد يداً تدعمه وتتبنى فكرته واختراعه، لكنه وجد ألف يد تمد له في الخارج. ويكفي أن نقرأ أخبار إنجازات أطباء وعلماء ومفكرين ومخترعين ومبدعين، من أصول عربية، في بلدان العالم، حتى نعرف كيف يستقطب العالم «العقول»، وكيف نسهم في «تهجيرها»، لنتغنى بعد ذلك بخبر عن عالم من أصل عربي حقق إنجازاً فائقاً يخدم البشرية، في حين كان ذلك العالم لا جد «كفاف يومه» في بلده، وربما وصف بمجنون أو «مخرف».

«أديسون الإمارات».. شكراً، لأنك علامة في عالم الاختراعات، حققت إنجازاً للإمارات وللعرب كلهم. وهذا الإنجاز جدير بأن يفتح الباب لتأسيس معهد أو كلية مختصة بالاختراعات والابتكارات، لتضم إليها الموهوبين في هذا الجانب الحيوي، وتكون حاضنة حقيقية لكل فكرة خلاقة يمكن أن تتحول اختراعاً ثم منتجاً يسهم في تعزيز حياة أفضل للبشرية.

alialameri@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر