5 دقائق

حي على الفلاح

د.عبدالله الكمالي

من السمات البارزة لطبيعة الحياة التي نعيشها، معاناة كثير من الأشخاص من ضغوط مختلفة متنوعة تمر بهم، كالضغوط الأسرية والوظيفية والمالية وغيرها، وتشكل قلقاً وإزعاجاً وتوتراً لمن يعانيها، فقد تنغص عليه حياته وتصبح قاتمة كئيبة، ومن أعظم طرق التغلب على هذه الضغوط المحافظة على أداء الصلاة جماعة في المسجد للرجال، فعندما يقول المؤذن: «حي على الفلاح» الفلاح والخير في المحافظة على الصلاة، فلسماع القرآن أثر في راحة القلب وكذلك للركوع والسجود والدعاء والذكر، وكل هذه القرب والعبادات موجودة في الصلاة، لذلك كان النبي، صلى الله عليه وسلم، يقول: «أرحنا بها يا بلال»، فالصلاة فيها من الراحة الشيء العظيم، وهي سبب لكل خير، وسبب لإذهاب الأحزان والهموم، ومن علامات أهل الصلاح والتقوى أنهم إذا أقلقهم أمر فزعوا إلى الصلاة، وفي الحديث الصحيح: «إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله يريهما عباده، فإذا رأيتم ذلك، فافزعوا إلى الصلاة».

إن للصلاة راحة وسعادة، فعندما يحني الواحد منا جبهته لله يناجيه ويدعوه ويسأله فأي همّ يبقى مع هذا الهم؟! ومن أراد أن يعرف عظم قدر الصلاة عند نبينا، صلى الله عليه وسلم، فليتأمل في هذا الخبر، فعن عائشة، رضي الله عنها، في ذكر مرض النبي، صلى الله عليه وسلم، قبل وفاته: «وجد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في نفسه خفة، فقام يهادي بين رجلين، ورجلاه يخطان في الأرض، حتى دخل المسجد» فحتى في هذه الأوقات الصعبة كان النبي لا يفرط في صلاة الجماعة في المسجد، وذكر أهل التراجم أن يحيى بن مالك بن عائذ كان كبيراً في السن ويخرج للصلاة يعتمد على غيره من كبر سنه، وهو يقول: يا رب لا تسلبني حبها أبداً، ويرحم الله عبداً قال آمين.

ومهما تكاثرت عليك المشاغل فأجب النداء وأقبل على الفلاح، فالصلاة لن تستغرق منك إلا دقائق معدودة، ترضي فيها ربك، وتريح نفسك، وتكسب أجراً وثواباً، وكم أُسرّ والله عندما أرى الصغار ينافسون الكبار في الحضور للصلاة خصوصاً صلاة الفجر.

وعليك أختي الكريمة أن تكوني قدوة لأهل بيتك في الحفاظ على الصلاة في وقتها، وتذكير الرجال بالصلاة جماعة، والأطفال الصغار إذا تربوا على الحفاظ على الصلاة انتفعوا بذلك غاية النفع إذا كبروا وجرى عليهم قلم التكليف.

مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي

@alkamali11

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر