5 دقائق

اقرأ

د.عبدالله الكمالي

من أراد أن يختصر على نفسه شيئاً كبيراً من الوقت ويتعلم خبرات ومهارات وأساليب تعب الآخرون في الوصول إليها فعليه بالقراءة، ومن أراد الاطلاع على تجارب القرون الماضية وتاريخهم وطريقة عيشهم مع تعلم الدروس والعبر من حياتهم فعليه بالقراءة، ومن زعم أنه بلغ مرتبة من العلم لا يحتاج معها إلى تعلم فعليه بالقراءة؛ ليدرك أنه لم يحصّل من العلم إلا شيئاً قليلاً، إنها القراءة أيها الأحبة الكرام، التي كانت هذه الأمة متميزة بها غاية التميز، فاعتنى الماضون بالكتاب لأنهم يعلمون أن أول آية نزلت من القرآن الكريم «اقرأ»، لذلك لابد علينا أيضاً أن نعتني بالقراءة كي ننهض بأفكارنا ونهذب سلوكنا وننفع أسرنا ومجتمعاتنا، فالكتاب صديق وفيّ وخلّ صفيّ، أحياناً يضحكك، ويبكيك أحياناً، نتعلم منه كيف نقوّم سلوكنا وأخلاقنا، بل رب آية أو حديث يمر علينا في أثناء القراءة تتغير معه حياتنا تماماً، فمن الناس من يكون في مقتبل العمر ولكن تفكيره كبير للغاية بسبب القراءة، وبعضهم لا يحمل الشهادات العالية ولكن ثقافته عالية بسبب القراءة.

إن الأجيال الناشئة تحتاج إلى طرق جميلة لتشجيعها على القراءة، فإجراء مسابقة لقراءة كتاب أو تخصيص وقت أثناء الأسبوع الدراسي للقراءة، أو إقامة البرامج في مختلف وسائل الإعلام تحت عنوان «ماذا تعلمت من القراءة»، فنسمع ونشاهد فيها تجارب وفوائد تعلمها الصغار من خلال القراءة، بل بعض الحسابات في مواقع التواصل، خصوصاً «تويتر»، فيها تشجيع على القراءة، فانظر إلى أثر الإبداع واستغلال الوسائل الحديثة للتشجيع على القراءة، ومن الخطأ أن نشجع على القراءة أوقات معارض الكتب فقط أو في بعض المناسبات، فلابد أن تكون القراءة ولو لدقائق معدودة شيئاً أساسياً في يومنا وحياتنا، فبحسرة بالغة نتكلم عن عناية بعض الغربيين بالقراءة، خصوصاً وقت السفر، فكتبهم معهم يقرأون فيها، بينما تجد الواحد منا في الطائرة تمضي عليه الساعات الطويلة دون أن يقرأ صفحة واحدة.

ومن المناسب جداً أن أوضح نقطة مهمة، فكما أن القراءة سبب تهذيب الأخلاق وفكر يتناقل بين الناس من خلال هذه الصفحات، فلابد أن نحذر من الكتب التي تروج لأفكار سيئة ومنحرفة، فبعض الكتب سبب لفساد العقول والأديان، فبعضها يروج لأفكار تكفيرية من خلال صفحات يسطرها بمداد بعيد تماماً عن نور الكتاب والسنة فتنطلي هذه الشبهات على من لا علم عنده، وبعضهم يسطر الصفحات في كتابات يتطاول فيها على مسائل شرعية، فهذه كتب يجب الحذر منها.

وختاماً: من الخسارة حقاً أن نقرأ كل شيء إلا القرآن الكريم، فلنحرص على قراءة القرآن والكتب النافعة.

مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي

@alkamali11

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر