أبواب

«نوبل».. فضيحة الثقافة العربية

خليل قنديل

كعادتها تظل جائزة نوبل تحمل طعم المفاجأة عربياً، ذلك أن الأسماء، التي عادة ما تتم عليها المراهنات العالمية في كل عام، تسقط ليطل المرشح الذي لم يكن في الحسبان، إذ ما من أحد كان يتوقع أن تفوز الكاتبة الكندية «أليس مونرو» بجائزة نوبل لهذا العام، المتخصصة بأدب الأقصوصة. وأنها بحسب تعليق الأكاديمية السويدية لكونها «أفضل من كتب القصة القصيرة في العصر الحديث».

ويجدر بنا هنا أن نشير إلى أن فوز صاحب نوبل والإعلان عن اسمه يشكل في الوطن العربي صفعة لأنصاف المثقفين والمتعلمين في الوطن العربي، ابتداء من القارئ العادي مروراً بالمترجم وانتهاء بدور النشر العربية، الذين يشكل اسم الفائز بنوبل بالنسبة لهم حالة من فضيحة البعد الثقافي عند الناشر العربي!

وفي هذا الصدد ربما يكتشف القارئ والناشر العربي أنه لا يوجد ترجمة لأعمال هذه القاصة إلى «العربية»، وعليه فإنه على الغالب ستصاب دور النشر بـ«السُعار» القرائي وهي تذهب متسارعة إلى المترجم القادر على ترجمة أعمال هذه القاصة بالسرعة القصوى التي تبدو فيها دور النشر متواكبة مع الوضع الثقافي العالمي، ومع ذلك ستبدو بعض الترجمات التي تتم في عجالة غير متقنة على الإطلاق.

والادعاء الذي يقوم به الناشر العربي يشمل أيضاً بعض أدعياء القراءة العرب حيث سيتنطح لنا بعض هؤلاء بأنهم كانوا من السباقين لقراءة أعمال هذه السيدة والتبشير بفوزها بجائزة نوبل!

ومن ناحية أخرى ستطفو على سطح الحالة الثقافية العربية اتهامات سياسية وتخوينات لها علاقة بالصهيونية العالمية، ذلك أن الفوز بنوبل يتطلب خنوعاً سياسياً وخيانات وطنية تكون بمثابة المكافأة على الموقف السياسي الخانع لهذا الكاتب أو ذاك والغريب أن بعض القامات الإبداعية العربية التي دخلت في قوائم نوبل صدقت أن هذا النهج موجود عند لجنة نوبل وبدأت بناء عليه بالتنصل من مهامها الوطنية!

والحال فإن جائزة نوبل في كل عام، وحال الإعلان عن فائزها، تعلن عن افتقارنا عربياً إلى جهات حكومية يكون على عاتقها فعل الاهتمام الجدي بواقع الترجمة والارتقاء بها في مجمل اللغات العالمية، وربما هذا ما يجعل المثقف العربي الذي لا يهتم بمهاراته اللغوية يخسر قراءات ابداعية في لغات أخرى لا يستهان بها.

والحال أيضاً فإن الإعلان عن الفائز بنوبل يكشف مستوى الوعي عند الناشر العربي. هذا الناشر الذي لا يبحث إلا عن الربح وهو يختصر تجربة ابداعية كاملة وهو يقول «هذا الاسم بياع!».

هذا عداك عن الناقد الأدبي العربي الذي قام بتكفين أدب القصة القصيرة مطالباً هذا الأدب بالالتحاق الفوري بالرواية!

khaleilq@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر