5 دقائق

قانون التسليف والتفليس «1»

إيمان الهاشمي

أنت أقرب شخص إلي.. أنت العزيز والغالي.. وأنا ليس لدي غيرك بعد الله.. وصدقني الظروف.. ولولا الحاجة.. وسأرجعها بالتأكيد.. و.. و.. و... إن جميع هذه المقدمات التي تشبه تترات مسرحية كوميدية قديمة حفظنا تلقين الأدوار فيها عن ظهر قلب، غالباً ما تتبعها أسطوانة مشروخة لأغنية «ممكن سلفة؟»، من ألحان «رنين الدنانير»، وكلمات «الدائن»، وغناء «المدين».

في الحقيقة إن هذا السؤال البسيط له وقع «أفلام الرعب والإثارة» على بعض أصحاب القلوب «الضعيفة» من أنصار حكمة «قلبي الصغير لا يتحمل»! حيث تقشعر له الأبدان، وتبرد أطراف الجسد، وتتصبب قطرات العرق من الجبين، حين تبدأ ميكانيكية الجسم باتخاذ إجراءات الدفاع اللازمة بعد إفراز هرمون «الأدرينالين»، الذي قد يسبب العديد من ردود الأفعال المختلفة «كتقطيب الحاجب بعنف» أو «ظهور علامات الفقر المدقع الفجائية» عن طريق «البث المباشر» لنظرة المساكين من قلب الحدث! وقد يصل الأمر إلى «التلعثم الشديد» و«فقدان ماء الريق» مع «صعوبة في البلع والتنفس»، لينتهي الموقف بإعاقة سمعية «نادرة» لم يذكرها الطب المتقدم! وعندها يسود الأجواء نوع من «الصمت الثقيل» بين الطرفين.. «توووووووت»!

«تعددت الديون والهمّ واحد»، فإن لم تكن مديناً فأنت حتماً دائناً! وهكذا نرى كيف يستمر الهمّ في جميع الأحوال، سواء من ناحية «المدين» في قضاء الدّين المطلوب والعمل الجاد لحماية ماء الوجه من السقوط مع النية الصافية للحفاظ على أهمية الصدقية! أو من ناحية «الدائن» في استرداد المبلغ المستحق، والعمل بحذر لحماية جدران العلاقة الطيبة من الانهيار! ناهيك عن الوضع المخزي والمحرج في حالة العجز الفعلي عن السداد أو ربما النسيان الحقيقي أو «المُفتَعَل» اقتداءً بمبدأ البعيد عن العين بعيد عن «الجيب»، إلى أن يصبح الأمر أشبه بمطاردة هزلية بين «توم آند جيري» على أرض الواقع، غير أن الأحداث في الحقيقة ليست طريفة ولا مضحكة على الإطلاق! والنهاية عادة لا تكون سعيدة أبداً، خصوصاً حين يقوم أحد الطرفين ببتر حبل التواصل من الجذور، ليتم حجب عرض المسلسل بعد الحلقة الأولى مباشرةً!

eman.alhashimi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتبة يرجى النقر على اسمها .

تويتر