5 دقائق
هــ + كرز = هكرز
قبل أيام معدودة، تعرّض بريدي الإلكتروني (الهوت ميل) لهجومٍ ساخن وسخيف من أحد اللصوص القراصنة، أو «مرضى الفراغ»، الذين يمارسون هواياتهم في الشعوذة الإلكترونية والسحر الأسود، عن طريق رش بخور معين من نوع «ثري دي» على تقنية نيات حب الأذى، من دون استثناء على الجميع، وفي مختلف أنحاء العالم، وقد يكون ذلك «الشر» نابعاً من رغبتهم الشديدة في ملء الهوة الكبيرة في حياتهم العاطفية، وتنفيساً عن عزلتهم الاجتماعية، أو ربما لسد ثقوب في جيوبهم، أو حتى لمجرد تعبئتها بالحرام، سواء كانوا حقاً محتاجين إليها أم لا؟ لكنني متأكدة تماماً أنه أياً كانت الأسباب فهم حتماً يعانون خللاً ما في تكوينهم الروحي، كأمراض النهم النفسي لإشباع عقدة النقص لديهم، في إثبات أنهم موجودون بيننا، أو أنهم الأكثر ذكاء! بينما في الحقيقة هم ليسوا أكثر من مجرد حفنة «أغبياء» وأعوان للشيطان في الشر والسلوك غير الأخلاقي.
وفي سيناريو قصتي؛ قام هذا «المريض» أقصد «الهكر»، بالبحث عن المال يائساً، بعدما بعث رسائل احتيالية «بلهاء»، مستخدماً فيها اسمي، ليطالب جميع من يتواصلون معي بتقديم المساعدة الفورية إليَّ بما يقارب الـ2000 دولار! على أن تتم الصفقة سراً، وعبر الإيميل فقط! لكن طبعاً لم ولن يصدقه أحد! وهذا يثبت نظريتي التحليلية، وتقديري لمستوى ذكائه الفعلي، حيث كان الجميع (نحو 1000 متصل)، على دراية أعلى وأرقى منه بمرااااااااحل.
لكن الحقيقة ورغم كل هذا لا يجب التعميم والإجماع بالنظرية، فبعض «النوابغ» ممن لا يمارسون هذه الألاعيب الشيطانية هم «ثروات بشرية» لا تقدر بثمن، ولا يستهان بها في أي وطن، بل قد يعتبرون ذخيرة ذكية وأسلحة متحركة لتطور ونشر السلام! حيث يتم تحديد مستوى «الآي كيو» لديهم بحسب نياتهم؛ فـ«الهكرز» الطيبون هم كثمرة «الكرز» اللذيذة والمفيدة لمصلحة بنيان المجتمع؛ بخلاف أولئك أصحاب ثمرات «الكرز» الفاسدة، التي يبدأ تعفنها بتشويه ذاتها أولاً؛ ومن ثم التنقل لتُعدي من حولها وتؤذي من يتذوقها.
ومن هنا، وجدت تفسيراً معقولاً للمعادلة الكمبيوترية هــ كرز = هكرز.
eman.alhashimi@hotmail.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتبة يرجى النقر على اسمها .