5 دقائق
معـــ (شر) الرجال والنساء
سبقنا «الأفـضلية» في سباقٍ أعـرَجْ ***
فيه القمر نهاراً .. والشمس في المـساء
«الذكـر والأنـثى» استفــهـامٌ أحـرَجْ ***
سؤالـ(هم) وسؤالـ(هن) عن الذي أساء
قالوا.. خـلقـ(هن) من ضلع ٍ أعـوَجْ ***
فعقولـ(هن) واهية!! وقلوبـ(هم) قـساء
ربي.. اجعل لنا من ذا الفكر مخـرَجْ ***
ربي الطف «بعبـــــادك» رجالاً ونساء
الرجال والنساء! أبطال مسلسل «آدم وحواء» الذي لن ينتهي إلى «ما يشاء الله»؛ والغريب أننا نتابعه بشغفٍ شديد، على الرغم من معرفتنا المسبقة «لأحداث الحلقة الأخيرة»؛ وبالمشاهد القادمة في كل «موسم» على حسب نوع الدراما والكوميديا والرومانسية والألغاز والرعب أحياناً.
(إذا كان شر البلية ما يُضحك، فهل خيرها ما يُبكي؟) إذن لماذا ننقسم إلى حزبين منفصلين بشراسة، وكأنه لا يشغل بالنا سوى «فصيلتنا» ومناصرة كل منا حقوقاً لا أظن أنها منتهَكة عند أي الطرفين! لأن «الأعمال» حتماً لا تعتمد على «النوع» فلا توجد «فئة» جيدة وأخرى فاسدة! فنحن جميعاً من خلق الله ولكن طبيعة البشر«الفردية» بحسناتها وسيئاتها تختلف من شخص لآخر، قال تعالى (شَيَاطِينَ الإنْسِ وَالْجِنِّ) بلا تذكير أو تأنيث؛ بعد أن قدّم الإنس قبل الجن مؤكداً عز وجل تمثل الشيطان داخل الإنسان، ولهذا أجد أن التعميم بالخير أو بالشر على أحد الفصيلتين يعد خطأً جسيماً، مع التنويه بالخط العريض بأن التفريق الطبيعي والفيزيائي والنفسي والديني «واجب أساسي ومنطقي جداً» لكن لا داعي للتعصب والمبالغة في الإخلاص والتفاني المتحيّز لفصيلةٍ أنت لم تختر انتماءك إليها أساساً!
فالحقيقة أننا خلقنا «مترابطين جداً» حيث خلقت حواء من ضلع آدم (الضلع الذي يحمي القلب)؛ لأنه كان يشعر«بالوحدة» على الرغم من وجوده في الجنة! وهذا أكبر دليل على مشيئة الخالق في تثبيت قوة العلاقة بينهما والحاجة الماسة لبعضهما البعض، (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ) ثم أليس الله بقادرٍ على أن يخلق «حواء» بطريقة خلقه لآدم نفسها؟ (وَإِذَا قَضَىٰ أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ)، بلى، ولكن من حكمته جل وعلا أن يوثقنا معاً لأسبابٍ دنيوية مفسّرة وأخرى وحده الأعلم بها.
ومع (خير) مقالاتي أختتم معــ(شر) الرجال والنساء.
eman.alhashimi@hotmail.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتبة يرجى النقر على اسمها .