مدرستي الجميلة

أطلق بعض الكرام وسماً في موقع «تويتر» بعنوان: مدرستي الجميلة، أعجبني عنوان هذا الوسم، فلو أردنا أن يحب أبناؤنا المدرسة والعلم فعلينا أن نغرس فيهم أن المدرسة فعلاً جميلة، فمن أساسيات الجودة وحسن الإدارة: «تعزيز الولاء المؤسسي»، فكيف لو تمكنّا من تعزيز روح طلب العلم والمعرفة والتفكير في نفوس أبنائنا وتحبيب المدرسة إليهم، فالانطباع العام عن المدرسة قد يكون سيئاً عند نسبة غير قليلة من الطلاب والطالبات.

إن المدرسة الجميلة لا تتطلب أبنية فاخرة ومرافق حديثة فقط، فأحياناً نشعر بالجمال في مكان فقير ونشعر بالسعادة إن ابتعدنا عن صخب الحياة، فالمدرسة الجميلة هي التي تجمع بين راحة النفس وجمال البناء، ففيها نخبة من أهل التربية والتعليم يوجهون الطلاب ويعلمونهم ويغرسون فيهم القيم والأخلاق والصفات الحميدة.

إن المعلم هو روح المدرسة وشعلة النشاط والبذل فيها، فإذا كان المعلم فاقداً لهذه الروح فلن نشعر بالجمال في المدرسة ولو كانت المباني فاخرة، ولن يحب أبناؤنا العلم والمعرفة، فكن أخي المعلم صاحب همة وعزيمة وجد في إيصال رسالة العلم للأجيال، وكم أتمنى أن يتم تقليل كمية الدروس التي يتلقاها الطلاب، وتغير هذه الدروس والواجبات المنزلية إلى مهارات وسلوكيات اجتماعية وجلسات حوارية، أصبح طلابنا بأمسّ الحاجة إليها بدلاً من المعادلات الكيميائية المعقدة أو العمليات الحسابية الصعبة، فعندها سيشعر طلابنا بأن مدرستهم جميلة فهم يتعلمون منها مهارات في الحياة والذكاء الاجتماعي، بالإضافة إلى العلوم العصرية.

أيها الآباء الكرام: اغرسوا في نفوس أبنائكم طاقة إيجابية كبيرة وحببوا إليهم المدرسة والعلم، وقبل أن تعطي أبناءك شيئاً من المال للمدرسة بيّن لهم أهمية العلم، وأنك تتمنى أن تكمل دراستك وتحصل على شهادة الدكتوراه إن تيسر لك ذلك، وأنت بذلك تغرس فيهم روح التحدي وحب العلم والتعلم. فبتكاتف الجهود قد نصل إلى اليوم الذي نرى فيه الطلاب والطالبات يشتاقون للمدرسة، فكم خرّجت بعض المدارس من رجال وقادة ونساء فاضلات لهم الآن بصمة واضحة على المجتمع وعلى الدنيا كلها، والسبب بعد توفيق الله في ذلك، وجود مدرسة جميلة دفعت همة الطلاب إلى العلياء.

وحتى نصل إلى المدرسة الجميلة أتمنى أن نصغي جيداً لآراء الطلاب واقتراحاتهم، فقد ينظر هؤلاء الصغار من زاوية لا ننتبه إليها، والنزول لمستوى تفكير الصغار في بعض الأحيان مفيد للغاية.

مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي

@alkamali11

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .