5 دقائق

أهلاً و«سهلاً».. ثم.. وداعاً و«صعباً»

إيمان الهاشمي

غريبة! كيف نشهد ارتفاع «ضغط دم» الكثافة السكانية، مع هبوط  حاد في «الدورة الدموية» للعلاقات الإنسانية؟ بعد توسع «شرايين» الأسَر، وتكوّن العديد من «خلايا» المجتمع، وامتداد «حبل وريد» التواصل عبر أحدث التقنيات؛ بينما لازلنا نعاني تلوث ضجيج «الوِحدة»، وصعوبة إيجاد مَنْ يفهمنا، فهل يُعقل هذا؟

لقد أمسى معظم حكاياتنا الجميلة قصيرة بطول «الأقزام السبعة»، وسطحية مثل «قشور السمك»، تشكو «هشاشة العظام»، فتكاد لا تبدأ حتى تنتهي بانهيار «برواز» صورتنا كألعاب «الجيكسو بازل» إلى جزيئات عدة؛ مهما أعدنا تركيبها؛ تستطيع العين تمييز الخطوط بين فواصلها؛ كما لو أنك ألصقت فنجان القهوة بعد كسره! فالبحث عن الحب أصبح كالبحث عن الكنز في الجزيرة «الأفلاطونية»! لكن مع أن الواقع قد يكون أجمل بكثير من مجرد حلم نتمناه، إلا أن تكبّد العناء يكمن في كيفية تحقيقه.

نعم.. فالحب موجود بالفعل، لكنه صار ملطخاً ببصمات المنافقين والمستهترين، وأبطال أفلام «الخيال العاطفي»! وإن كان هذا لا يؤثر في جوهره! إلا أننا نبقى على شفا حفرة من الشك، فما أدرانا إن كان اللب يحتوي على حبٍ حقيقي، أم مجرّد هوّة تقذف بنا إلى هاويةٍ من نوع خاص! إذن ما العمل؟  أعتقد أن تعدد الفرص بكثرة هو السبب الأساسي في تحطيم العلاقات قبل نشأتها؛ حيث يسعى الإنسان بطبيعته إلى إيجاد الأفضل، وفي خضمّ هذه الزيادة الهائلة لفرصة التقائه مع الشخص المنشود في أحلامه المخملية؛ والتي بدورها تصب ملامح «سعيد الحظ» على هيئة «ملاك» بعيداً عن الزلّات البشرية! حينها تتكون رغبة ملحة في «الكمال»، لرفض أي سلبية ولو كانت تافهة في الشخص الآخر؛ وهكذا يكون فض العلاقة من أسهل الأمور! تيمّناً بالمقولة المشهورة: «واحد راح، وغيره عشرة»، التي أصبحت حكمة تتناقلها الأجيال! لتقضي شيئا فشيئا على خاصية «القبول» والرضا بأخطاء ابن آدم، فقد احترقت لدينا «كروت» التسامح، بعدما امتلأت حجرة «العفو عند المقدرة» في قلوبنا بالأوهام.    المضحك.. أننا ندرك جيداً حقيقة احتمال تحوّل «يا ألف أهلاً وسهلاً»، إلى «ألف وداعاً وصعباً»!

eman.alhashimi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتبة يرجى النقر على اسمها .

 

تويتر