‬5 دقائق

شاركوا فيها

د.عبدالله الكمالي

شهر رمضان المبارك شهر الجود والكرم والبذل والعطاء، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، وكان بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام أجود بالخير من الريح المرسلة، يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، فحري بنا أن نقتدي به صلى الله عليه وسلم ونكثر من التقرب لله عز وجل بالصدقة، ففي الحديث الصحيح : «من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب، فإن الله يقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل»، والفلو: ولد الفرس، فانظر إلى المضاعفة العظيمة لأجر هذه الصدقة اليسيرة، وثبت أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اتقوا النار ولو بشق تمرة»، فقد تكون الصدقة سبباً للعتق من النار والفوز بالجنة، فلا تحتقر شأنها وتصدّق ولو بشيء قليل من المال الذي في يديك للفقراء والمساكين والمحتاجين، وشجّع أبناءك الصغار على الصدقة، واطلب منهم أن يضعوا الأموال في صناديق التبرعات، فهذا الفعل له جانب تربوي مهم جداً على الأطفال الصغار، وسنغرس فيهم بإذن الله حب الصدقة والعطاء في المستقبل.

ومن أبواب الصدقة المهمة التي ينبغي لنا أن نشارك فيها حملات التبرعات التي تقيمها الدولة كحملة «مصر في قلوبنا»، التي أطلقت بناءً على توجيهات صاحب السموّ رئيس الدولة، حفظه الله، فأهل مصر الكرام لهم مكانة في قلب كل عربي ومسلم، ودعم مصر الغالية التي تمثل ثقلاً كبيراً في العالم الإسلامي أمر في غاية الأهمية، خصوصاً أن هذه الحملة تعكس روح الأخوة بين الشعبين الشقيقين في شهر الرحمة والفضيلة والبركة، ولو تبرع كل واحد منا ولو بالشيء القليل فإننا بتعاوننا ومشاركتنا في هذه الحملة سنحقق الكثير بإذن الله.

ومن الحملات التي ينبغي لنا أن نشارك فيها حملة «كسوة مليون طفل محروم حول العالم»، التي أطلقها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فهي حملة خيرية مفيدة للغاية، فاللباس الذي نحصل عليه بسهولة قد لا يتوافر لغيرنا في بلدان أخرى بسبب الفقر والحاجة، بل أعرف شخصاً في إفريقيا أهدى لأحد غير المسلمين شيئاً من الثياب المستعملة فدخل في الإسلام لشدة فرحه بهذه الثياب!

إن قيمة كسوة كاملة لفقير أو محتاج هي ‬40 درهماً فقط، وقد تكون هذه الدراهم اليسيرة سبباً لإدخال فرح عظيم جداً على طفل لا يجد ما يستر بدنه بسبب الفقر.

إن مشاركتنا في هذه الحملات، وغيرها من الحملات الخيرية في هذا الشهر الفضيل، باب عظيم من أبواب الأجر، فكلنا محتاج إلى الحسنات التي يعطيها الله عز وجل للمتصدق، لذلك لنشجع بعضنا على المشاركة في هذه الحملات الخيرية ولا نحرم أنفسنا الأجر العظيم المترتب على الصدقة.

مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي

alkamali11@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر