‬5 دقائق

فيتامينات للروح (فيتامين «د»)

إيمان الهاشمي

تزامناً مع شهر رمضان الفضيل الذي يحل على قلوبنا كل عام محملاً ببهجة الإيمان وسكينة النفس والرضا بطاعة الله عز وجل، وبما أن هذه السنة تُعد من أشد السنوات حرارةً والأطول نهاراً منذ ‬25 عاماً، لذلك اتفقنا جميعاً أنه يستوجب علينا مراعاة أجسادنا والحفاظ على صحتنا والانتباه لما نأكل ونشرب، والعمل على تحصين مناعتنا وتزويدها بالفيتامينات كافة، لكن ماذا عن الفيتامينات الأخرى التي تقوي مناعة أرواحنا؟

فأنا هنا لا أقصد الفيتامينات المعروفة علمياً والموجودة في الأطعمة الصحية أو غيرها من المصادر الطبيعية المفيدة للجسم، ولكنني هنا أخص اهتمامي بالعناية القصوى بأرواحنا، وذلك من خلال تزويدها بجميع أنواع الفيتامينات اللازمة لسلامة الروح ووقايتها الأمراض الروحانية المستعصية، التي نستهلك فوائدها كالوقود على مدار السنة، ولكن بما أن شهر رمضان يعد الموسم الأمثل لإنتاج هذه الفيتامينات بغزارة، إذن لابد من استغلال هذه الفرصة المباركة لتحصيل جميع نواقصنا الروحية، ابتداء من فيتامين «أ» (الأعمال الصالحة)، إلى فيتامين «ي» (اليقين بالله).

صحيحٌ أننا ولله الحمد على مدار السنة وبشكل دائم نقوم بالمحافظة على توازن الفيتامينات في أرواحنا، والجميل أن باب التوبة والطاعة مفتوحٌ لنا إلى يوم القيامة، بل الأجمل أن من رحمة الله علينا تسهيل وتيسير طرق الحصول على العلاجات المطلوبة للنفس، وقتما كنّا وأينما كنّا، ولهذا أجد أننا لو تعاملنا مع فيتامين «د» (الدعاء)، في هذا الفترة المباركة على أنه «طبيب الطوارئ المناوب»، الذي سيساعدنا حتماً على تصفية أرواحنا من الشوائب التي أثقلتها انشغالاتنا في خضم الحياة الدنيا، ليعمل عمل «المفتاح السحري» الذي تُفتح به أوسع أبواب الرحمة والمغفرة لتحقيق جميع أمانينا المستقرة في قلوبنا، ولنتأكد من تحصيلها في رصيد حسناتنا، سواء باستجابتها في الدنيا أو بتأخيرها إلى الآخرة، وكما قال عليه الصلاة والسلام «لا يرد القضاء إلا الدعاء».

وهنا أود الإشارة وبشدة إلى فيتامين «د» الروحي لا يعمل أبداً بمفرده فهو يُعتبر علاجاً حيوياً ومساعداً فعّالاً لشفاء الروح، ولكنه لا يحتل الدور الجوهري عوضاً عن دور الأدوية الأساسية المتمثلة في الفرائض والسنن النبوية الشريفة، التي تعمل على بناء أصول سلامة الروح والجسد في الدنيا، وضمان الجنة في الآخرة، ولذلك أتمنى أن يحافظ الجميع في هذه السنة على صحتهم الجسدية والنفسية، وتقبل الله صيامكم وقيامكم وصالح أعمالكم.

eman.alhashimi@hotmail.com

 لقراءة مقالات سابقة للكاتبة يرجى النقر على اسمها.

تويتر