من المجالس

مهارة قهر المستحيل

عادل محمد الراشد

تعلمنا في الإمارات أن «المستحيل هو كلمة يستخدمها البعض لوضع سقف لأحلامهم». ويقول الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم صاحب هذه الكلمات في كتابه «ومضات من فكر»، إن كلمة مستحيل «اخترعها من لا يريدون أن يعملوا أو اخترعها من لا يريدوننا أن نعمل». لذلك تبدو كلمة «مستحيل» هي المستحيل ايجادها لكل مطلع على السيرة الذاتية لدولة الإمارات. فهي ثقافة تأسست مع إرادة تأسيس الدولة وتجسدت بوضوح في قهر المستحيل الأول، وهو إقامة تجربة وحدوية عربية ناجحة، ثم توالت عملية قهر المستحيلات على جميع الصعد حتى غدت الإمارات مدرسة العرب والمسلمين في تغيير المصطلح، وتحويل المستحيل الى تحدٍ، والخروج من التحديات بالمزيد من النجاحات.

هذه الثقافة التي أرساها صانع الحلم الأول الشيخ زايد، رحمه الله، وترسخت في من حوله صارت علامة تختص بها دولة الإمارات وتجربة تحرص دول كثيرة على محاكاة نجاحاتها، ولكي تستمر قوة الدفع في بناء قناعة عامة بأن كلمة مستحيل قد شطبت من قاموس العمل الوطني في دولة الإمارات تبدو المدرسة بيت القصيد وتكون الأسرة شطره. فبين شرائح من شبابنا لانزال نسمع كلمة «صعب» و«لا أستطيع»، ثم كلمة «مستحيل» يرددها بعضهم عند الحديث عن تخصصات دراسية معينة أو الانخراط في وظائف تحتاج إلى مهارات من نوع خاص. وفي دولة قدمت ولاتزال تقدم النموذج الفعلي في قهر الصعاب، ودحض المستحيلات نتوقع أن تتنامى روح المخاطرة، ويترسخ حب المغامرة وتشيع رغبة التجريب لدى الجميع، خصوصاً الشباب، فهذه الشريحة هي التي ستكون عنوان المرحلة المقبلة في التمكين على جميع الصعد والتسيّد في كل المجالات.

adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر