‬5 دقائق

من أحكام الصيام ( ‬2 )

د.عبدالله الكمالي

جاء في الحديث الصحيح، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «طلب العلم فريضة على كل مسلم». ومن المناسب جداً قبيل شهر رمضان أن نتعلم شيئاً من أحكام الصيام كي نعبد الله على علم وبصيرة، فمن الأحكام المتعلقة بالصيام أن الصيام يبطل بتناول الطعام والشراب واستعمال ما له حكم الطعام والشراب وتعمد القيء والجماع، فهذه هي نواقض الصيام إجمالاً، وإليكم - رعاكم الله - تفصيلها، فأما الناقض الأول فهو تناول الطعام والشراب، فمن تناول شيئاً من الطعام والشراب متعمداً ذاكراً بطل صيامه، وإن كان هذا الطعام أو الشراب قليلاً، وأما الناقض الثاني فهو استعمال ما له حكم الطعام والشراب كاستعمال الإبر المغذية أو إدخال الدم للجسم، أو التدخين، فهذه كلها من نواقض الصيام، ومن نواقضه أيضاً تعمد القيء، فقد ثبت عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، أنه قال: «من استقاء وهو صائم فعليه القضاء، ومن ذرعه القيء فليس عليه شيء». فمن غلبه القيء فلا شيء عليه، ومن تعمد ذلك فعليه القضاء لبطلان صيامه، ومن نواقض الصيام أيضاً الجماع، فمن جامع زوجته في نهار رمضان بطل صيامه وصيام زوجته لو كانت مطاوعة له، وفي الفطر بالجماع الكفارة المغلظة وهي عتق رقبة، فإن لم يقدر صام شهرين متتابعين، فإن لم يقدر أطعم ستين مسكيناً.

وليس من نواقض الصيام استعمال العطر أو معجون الأسنان، أو سحب الدم، أو الحقن العادية كحقن الأنسولين، أو قطرة العين والأذن، أو التحاميل الطبية، وأما بخصوص غسيل الكلية فالراجح أنه من مبطلات الصيام.

ومن أتى شيئاً من هذه المفطرات فلا يعتبر صيامه باطلاً إلا إذا كان متعمداً، فمن أكل وهو ناسٍ فلا شيء عليه، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا نسي فأكل وشرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه».

وكذا من أتى هذه المفطرات وهو غير عالم بأنها من المفطرات فصيامه صحيح، كأن يجهل الصائم أن إدخال الدم للجسم من نواقض الصيام، فهذا لا شيء عليه بسبب جهله بالناقض.

ومن تناول شيئاً من الطعام لظنه أن وقت أذان الفجر لم يحن بعد فلا شيء عليه، بشرط أن يكون هذا حاله فعلاً، فمن الناس من يشك في دخول الوقت فيقول في نفسه سأتناول شيئاً من الطعام ثم أنظر في الساعة! فهذا تحايل قبيح جداً، نسأل الله العافية والسلامة.

ومن كان في الطائرة أو في مكان بعيد فيستطيع تحديد انتهاء وقت الصيام بغياب قرص الشمس، فإذا غاب قرص الشمس فقد حان وقت الإفطار، ولو بقي في الأفق نور وحمرة، والعبرة بما يراه في الجو من غياب قرص الشمس، فلا يجوز له أن يعتبر وقت إفطاره توقيت بلد الإقلاع أو الوصول أو وقت الغروب على الأرض، بل العبرة بوقت غروب الشمس بما يراه في الجو.

نسأل الله أن يمن علينا جميعاً بالعلم النافع والعمل الصالح، والله تعالى أعلم.

مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي

alkamali11@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر