من المجالس

تشتت ما بعد الثانوية

عادل محمد الراشد

بدأت أمس امتحانات نهاية العام الدراسي لطلاب جميع المراحل الدراسية، من هؤلاء ‬37 ألف طالب وطالبة في الصف الثاني عشر يدرسون منهج وزارة التربية والتعليم، ناهيك عن أعداد أخرى خضعت لمناهج أجنبية. الشاهد في القول هنا هو ذلك السؤال الذي يتردد في مثل هذه الأيام من كل سنة، وهو: كم من هذه الآلاف المؤلفة من طلابنا وطالباتنا اختار وجهته الأكاديميةألا بعد الثانوية؟ بمعنى، ما نسبة الطلبة والطالبات الذين حددوا اختياراتهم في دراستهم الجامعية المقبلة؟ وكم من أولئك الذين وضعوا أولويات اختياراتهم على استمارة التعليم العالي قد فعلوا ذلك بناء على معرفة ودراية تتناسب مع الرغبة؟ وكم من هؤلاء بنى قراره على رؤية لمستقبله الدراسي والوظيفي؟

لا شك في أن هناك أولاداً وفتيات لديهم الرؤية واضحة إلى حد كبير، وفي داخلهم رغبة وطموح يجاريان تلك الرؤية، لكن هؤلاء لايزالون قلة في مقابل غالبية ساحقة لاتزال الحيرة وعدم الوضوح هما القاسم المشترك فيما بينها، إذ كلمة «لا أعلم» هي السائدة، و«ما أدري» هي الإجابة النموذجية عن السؤال التقليدي: ماذا ستدرس؟ وربما تدخل الآباء الحائرون أيضاً بالاستدراك: «تطلع النتيجة ويصير خير».

التخطيط، إطلاق الخيال، واستشراف المستقبل، كلها مهارات لاتزال مناهجنا التعليمية ضعيفة الأداء في صناعتها، وقليلة الحيلة في بناء ثقافتها لتكون جزءاً من تفكير الطالب وشيئاً من سلوكه التعليمي، ففي جامعاتنا الوطنية، وفي الخارج يوجد الكثير من طلابنا وطالباتنا في حالة تخبط وحيرة، تجر معها تأخراً دراسياً تضيع معه فصول، وربما سنوات دراسية، من عمر الطالب، بسبب التنقل بين التخصصات، أو الاصطدام بواقع أكاديمي للتخصص الذي تم اختياره يختلف عما بني على الظن.

adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر