أبواب

في انتظار بيان الكتاب العرب

علي العامري

الكتاب العرب يجتمعون في أبوظبي لمدة ثلاثة أيام، يتداولون خلالها شؤوناً تهم الثقافة العربية، وشؤوناً تتعلق بترتيب البيت الداخلي للأدباء، وشؤوناً مرتبطة بقضايا كبرى وموقف الأدباء منها.

ومن المنتظر أن يشمل البيان الختامي لاجتماعات المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، موقفاً ثقافياً واضحاً من كل تلك القضايا، بحضور وفود من ‬14 دولة عربية، إضافة إلى وفد الأمانة العامة للاتحاد ووفد الإمارات، الدولة المستضيفة.

كلام كثير قيل حول مواقف متضاربة للأدباء العرب، حول ما يجري الآن على أرض سورية، التي تشهد ـ منذ أكثر من عامين ـ ثورة من أجل الحرية والكرامة والعدالة.

وعلى الرغم من وضوح الدم الذي يراق يومياً، وعلى الرغم من عتمة المعتقلات، وعلى الرغم من مشاركة أطراف ليست سورية في القتال بحجة حماية ظهر المقاومة، وعلى الرغم من التدمير اليومي وحصار المدن والبلدات والقرى التي تقصف من الأرض والجو، وعلى الرغم من أعداد المهجرين الذين انتشروا داخل سورية وخارجها، وعلى الرغم من القتل الممنهج الذي يمارسه النظام ضد الأهالي والثوار، ولم يستثن الأطفال والنساء منه، فلايزال هناك في الساحة الثقافية بعض الأدباء معصوبي الأعين، لا يرون ذلك، أو أنهم يرون دم الشعب، ويمعنون في أن ذلك ما هو إلا «قتل رحيم» من أجل إنهاء معاناة الشعب السوري، ومن أجل تحرير فلسطين من النهر إلى النهر، ومن أجل حماية «مقاومة» لا ترتدي سوى بزة الطائفية العمياء.

هل يعقل أن يرهن شعب كامل من أجل «كرسي»، كان مغروزاً مثل سكين في جسد وطن طيلة ‬40 عاماً؟. وهل يعقل أن تتكالب جهات عدة في الداخل والخارج، من أجل «وَهْم الممانعة»، الذي يتشدق به المتشدقون ممن يرون السوري يقتل السوري، ولا يأبهون سوى لعماء ثقافي كشفته ثورات «الربيع العربي»؟

هل من المعقول أن يصطف مثقفون مع مستبد وقاتل، وهل يعقل أن يصدقوا ما تروجه آلة إعلام ذلك النظام، بأنه «ممانع»، ويقف «صخرة» في وجه الاحتلال الإسرائيلي؟! من يصدق ذلك؟!

أعتقد أن كل ذلك انكشف تماماً، خصوصاً أن الأحداث أثبتت أن النظام لم يجرؤ على إطلاق رصاصة عبر الجولان المحتل، باتجاه الاحتلال، منذ أكثر من ‬40 عاماً، كما أنه لم يردّ على الاعتداءات الإسرائيلية الصارخة على سورية، كأن «بأس» النظام مكرس لقمع الشعب فقط، لكن الشعب السوري قال كلمته، ولم يعد يقبل بغير الحرية، على الرغم من محاولات جماعات متطرفة خطف ثورته.

alialameri@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر