‬5 دقائق

صناعة الكذب!

د.عبدالله الكمالي

من الأخلاق العظيمة التي يمن الله بها على عباده الحرص على الصدق والبعد عن الكذب، ففي الحديث الصحيح: «عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً»، فمن الناس من يبتلى بالكذب، مع تغيير وتزييف للحقيقة، بسبب نفسه المريضة، أو لأغراض سيئة يضمرها في نفسه، وقد ينطلي هذا التزييف على بعض الناس، بسبب قدرة المزيف على صناعة الكذب، فيقسم بأغلظ الأيمان، ويعطيك التقارير المزيفة والأوراق المكذوبة، ويمثل دور الضحية إن لزم الأمر، فالغاية عنده تبرر الوسيلة!

لا تظنوا، بارك الله فيكم، أنني أكتب بمبالغة وتهويل، بل المسألة حقيقة ثابتة، نراها في الحياة وعلى أرض الواقع، فمن اطلع على واقع بعض الأحزاب والجماعات وجد سوق صناعة الكذب قائمة ورائجة، فكل الحلول يمكن استخدامها في سبيل نصرة الحزب والجماعة، ولو كان الأمر بالإعراض عن نصوص الكتاب والسنة، وترك الأدلة الواضحة الصريحة، وحشد الأدلة التي لا تدل على المطلوب، مع فهم غير موفق لم يقل به أحد من أئمة العلم، وتجد بعضهم ممن تظهر عليه علامات التدين والاستقامة يحرص على اتباع الأدلة في شتى المسائل الشرعية، لكن إذا تعلقت المسألة بحزبه أو جماعته فهنا يكون التصرف مختلفاً، للأسف الشديد، والمطلوب من المسلم أن يكون صاحب صدق مع الله، يقدم مرضاة ربه على رأيه وهواه، فأحياناً قد يكون الحق مراً وثقيلاً على النفس، لكن مخالفة الهوى دليل على صدق التدين، إن شاء الله.

ومن صناعة الكذب المؤلمة تلك التقارير الغربية التي تتهم دولة الإمارات العربية المتحدة بعدم مراعاة حقوق الإنسان! ولعل من كتب لهم هذه التقارير لا يقيم في الدولة، ولم يرَ حال المواطنين والمقيمين على أرضها، وهم يعيشون في أمن وأمان، قل توافرهما في بلدان أخرى، وهذا كله من فضل الله ومنته علينا، وأذكر كلمة قالها لي أحد الزملاء من دولة بيرو: في الإمارات شعرتُ بأني إنسان! فهذه التقارير لن تغير من الحقيقة شيئاً، فحقوق الإنسان محل عناية حكومة دولة الإمارات وشعبها.

وكم أتمنى من الجهات الرسمية، خصوصاً الإعلامية، أن تقوم بالرد على هذه التقارير التي تنشرها بعض الجهات من خلال عمل مؤسسي منظم، يقوم على أسس علمية وقانونية، بعمل مقابلات مع المقيمين في الدولة، وسماع آرائهم عن حقوق الإنسان في الإمارات، وعن واقع معيشتهم في الدولة، ونشر التقارير والدراسات بمختلف اللغات التي تبين مدى اهتمام دولة الإمارات بحقوق الإنسان، فقد تنطلي بعض التقارير المكذوبة على بعض الناس، بسبب إتقان بعضهم صناعة الكذب!

مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي

alkamali11@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر