من المجالس

حامد نجيب

عادل محمد الراشد

اسم تمثلت فيه معالم الزمن العربي، المضحك المبكي، وعنوان رئيس أغوى الكثير من قراء جريدة الاتحاد في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي للبدء بقراءتها من الصفحة الأخيرة، إنسان مسكون بتفاصيل محيطه، وفنان يجيد صناعة الضحك من مادة الألم، ورسام أغرى الريشة لتتسلل خطوطها من أمام عين الرقيب، وبسط خطوطه تحت أشعة الشمس لتروي حكايات الواقع العربي أو «الموقف العربي»، كما كانت تحلو له تسميته.

بعين الرضا بقضاء الله وقدره تقدمت الدمعة الكلمة وهي تغالب حزنها في رثاء الفنان المرهف، والإنسان الملتزم، والأخ الصديق الصدوق حامد نجيب، المصري ابن الإمارات، الذي طالما تباهى بجنسيته العربية، فعاش همومها من خليجها إلى محيطها، من دون أن تفارقه ابتسامته الساخرة ومعالم وجهه الهادئة. انتقل حامد من الفانية إلى جوار ربه، تاركاً خلفه إرثاً كبيراً من المحبة، فاق إرثه الغني من الرسم والوسم والنقش في حجر «الموقف العربي». أكثر من ‬60 عاماً مع الرسم لم تنضب خلالها محبرة حامد، ولم تيبس ريشته، ولم تجف منابع أفكاره، منها نحو أربعة عقود في دولة الإمارات، خرجت خلالها تجربة الفنان حامد من المحلية إلى العربية والعالمية، فهنا صار حلم الوحدة الذي كان يراود حامد وأبناء جيله من العرب حقيقة تنطق باسم دولة وريادة وزعامة، وهنا انطلقت ورشة النهضة العربية الفعلية، التي طالما حلم بها حامد ورفاقه، وهنا كان الاحتضان لكل الكفاءات والطاقات العربية المهدرة، الذين كان حامد نجيب من ألمعهم.

‬20 عاماً تشرفت خلالها بمزاملة الفنان الراحل حامد نجيب، كانت فيها اللقاءات العابرة التي جمعتنا في أروقة جريدة الاتحاد مملوءة بـ«ابتسامات حامد»، وغنية بـ«توارد الأفكار»، وثرية بصور ومشاهد لن تغادر الذاكرة أبداً.

رحمك الله يا أستاذ حامد.

adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر