من المجالس

مباهاة

عادل محمد الراشد

بتعليقات القراء تكتمل الفكرة، وإن جنح بعضها بعيداً عن الموضوع، أو انشغل بعضهم عن المقالة وصاحبها واشتبكوا في تراشق للآراء وتعارض للأفكار، فالمحصلة إثراء بعرض لتجارب شخصية، أو إضافة لفكرة غفل عنها الكاتب، أو إشارة الى جانب من الصورة حجبها ظلال الانشغال بجوهر الموضوع، أو فتح باب لموضوع آخر تربطه صلة همّ مع الموضوع الأساسي.

وهذه الأخيرة وجدتها في التعليق على مقال أمس، الذي حمل عنوان «الرد على أخونا عادل»، في الرد كان دفاعاً ، أحسب أنه أنثوياً، ضد تحميل حفلات الأعراس النسائية مسؤولية الاستيلاء على النصيب الأكبر من مصاريف العرس وإلقاء المزيد من الأعباء المادية والضغوط النفسية على الشباب، فيقول، أو تقول صاحبة الرد: «إن المباهاة والمزايدات التي تتكلم عنها (أخونا عادل)، وتقول إنها فاقت قدرات الشباب بالزيادة في المصروفات وجعلت أكثرهم من رهائن البنوك ومرتهني الديون، سببها السيارات الباهرة والفاخرة من أجل التباهي والمفاخرة، وليس سببها قاعات أفراح النساء».

أبصم بالعشرة على أن المباهاة وحب المظاهر، في جوانب عديدة من حياتنا أصبحت عبئاً مادياً ونفسياً واجتماعياً، منها التنافس في اقتناء السيارات الفارهة والفاخرة، والتي لم تعد بلاء اختص به الشباب دون النساء، ومنها الملابس والعطور والساعات والهواتف المتحركة، ولوازم الزينة التي أعلم أن الكثير من الشباب صاروا ينافسون البنات في الانشغال بها والصرف عليها، لكن هذا لا ينفي عن تكاليف الأعراس صفة الذهاب بعيداً في المغالاة والتأثير في توجهات ومواقف الشباب والفتيات من مفهوم الزواج وحمل مسؤولية بناء أسرة، فنحن أمام حقائق يؤكدها واقع أسعار الفنادق ومزايدات الخياطين ومغالاة تجار المجوهرات، واستعراضات منظمي حفلات العرس ومطابع البطاقات، وتدعمها تقارير صندوق الزواج ودراسات المختصين وكشوفات البنوك، ولكي نصل بفكرة ترشيد الصرف على أعراسنا الى هدفها لابد من إعادة هيكلة القناعات بعيداً عن مقولة «نحن وهم».

adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر