‬5 دقائق

من فضائل الصدِّيق

د.عبدالله الكمالي

عندما يكون الكلام عن أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، فمن المناسب جداً أن أنبه القراء الأفاضل إلى أنني مهما كتبتُ وكتبتُ في بيان فضائل هذا الصحابي الجليل، فلن أتمكن من إعطاء الموضوع حقه، وإنما هي إشارات سريعة في بيان شيء من فضائله، رضي الله عنه، فهو الصحابي ابن الصحابي: عبدالله بن عثمان رضي الله عنهما، وأمه صحابية، وأبناؤه من الصحابة، وكذلك بعض أحفاده، أول من أسلم من الرجال، ففي الحديث الصحيح: «إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت وقال أبوبكر صدق، وواساني بنفسه وماله»، وبشره نبينا، صلى الله عليه وسلم، بالجنة، فقال: «أبوبكر في الجنة»، وكان عليه الصلاة والسلام يحبه حباً شديداً، ويزوره ويسهر معه لقضاء مصالح المسلمين، وينيبه عنه في إمامة الناس في الصلاة إذا مرض عليه الصلاة والسلام، وكان أبوبكر الصديق من أعلم الصحابة بتعبير الرؤى والأنساب، ومن أعظم مناقبه صحبته لرسولنا عليه الصلاة والسلام في الهجرة النبوية، فسماه الله عز وجل في القرآن العظيم صاحباً للنبي، عليه الصلاة والسلام، وسماه نبينا «صديقاً»، لشدة تصديقه وإيمانه بما جاء به الرسول الكريم، وجعله أميراً على الحج في سنة تسع من الهجرة.

وكان أبوبكر الصديق معروفاً بكثرة البكاء من خشية الله، فهو رجل أسيف، ولا يعني هذا أيها الأحبة أن الصديق، رضي الله عنه، لم يكن معروفاً بالشجاعة والقوة، بل كان بطلاً مقداماً، شارك في جميع غزوات النبي، عليه الصلاة والسلام، وكان مشهوراً بالكرم والجود وكثرة الإنفاق في سبيل الله، حتى قال عنه بعض الكفار: «إنك تكسب المعدوم، وتصل الرحم، وتحمل الكَل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق».

ولما توفي رسولنا، صلى الله عليه وسلم، قال كلمته المشهورة: «من كان يعبد الله فإن الله حي لم يمت، ومن كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات»، وجمع، رضي الله عنه، القرآن الكريم في مصحف واحد، وكان معروفاً بحب آل بيت النبي، صلى الله عليه وسلم، ففي صحيح البخاري عن عقبة بن الحارث قال: صلى أبوبكر، رضي الله عنه، العصر، ثم خرج يمشي، فرأى الحسن بن علي يلعب مع الصبيان، فحمله على عاتقه، وقال: «بأبي شبيه بالنبي لا شبيه بعلي»، وعلي يضحك، وكان رضي الله عنه يقول: «والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أحب إليّ أن أصل من قرابتي».

فهذا شيء يسير من سيرة هذا الصحابي الجليل، وأتمنى منكم أن تذكروا لأبنائكم شيئاً من فضائل الصحابة ومناقبهم، وكيف كانت محبتهم لرسولنا، صلى الله عليه وسلم، وكيف نقلوا دين الله إلى مختلف البلدان، وعلّموا الناس وذكّروهم بالحكمة والموعظة الحسنة والكلمة الطيبة.

مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي

alkamali11@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر