من المجالس

أريج الكتاب!

عادل محمد الراشد

افتتاح معرض للكتاب يعني ضخ دماء جديدة في هواية أصيلة، تنازع عواصف التغيير في النمط والمفهوم والتفكير.

القراءة.. كان الكتاب مادتها، وصفحاته عالمها، وأفكار كاتبه فضاءها، وحكاياته عالمها، ومشاكساته بهجتها. وفي عالم شطره يصدّر القراءة الرقمية ويسوق الملهيات الإلكترونية، لايزال للكتاب فيه حظوة، وللكاتب مكانة، وللتأليف مساحة. وفي شطره الآخر المتلقي لكل شيء، والمشتري لأي بضاعة أخذ الكتاب خطوات عدة إلى الخلف، وتوارت القراءة كثيراً عن الأضواء، وصار التأليف مهنة المهمشين، وشغل المنبوذين، وأصبح المؤلف شحاذاً عند أبواب دور النشر، وتحولت دور النشر إلى بائع متجول عند أبواب المؤسسات الرسمية، طلبا للدعم بفواتير شراء خيرية، لينتهي المآل بالكتاب إلى صناديق المخازن المنسية، أو على رفوف خزائن الوجاهة ولزوم الديكور.

فتح معرض أبوظبي للكتاب أبوابه لزواره أمس، وسيكون على مدى ستة أيام نجماً في القمة لمن لايزال بريق الكتاب يبهره، ورائحة الحبر تجذبه، وعناوين الأفكار تثير فضوله، وهو للصغار موسم لشم نسيم الألوان، والسفر في فضاءات الخيال، وهو بالنسبة للمجتمع فرصة لتخفيف الجفوة مع الكتاب، وتحسين العلاقة مع القراءة، وللقائمين على الشأن الثقافي، ليعيدوا قراءة الواقع ورسم الخرائط، سيراً مع الجديد ليكون الكتاب إلى جانب الوسيلة الإلكترونية، وتعود القراءة هواية حية لليافعين، ووسيلة نافعة للدارسين، وعادة جميلة ترسم سلوكاً عاماً، يرتقي أكثر كلما أحب القراءة أكثر.

في معرض الكتاب.. ستكون المعلومة هي البضاعة، والمعرفة هي المادة، والأفكار هي المُتكلم، وسيكون الزوار هم الرواد الذين، وإن خرج أقلهم حظا خالي اليدين، فإنه لن يكون خالي الفكر ومعدوم النظر، فمن جاور العطار لن يخلو من ريح طيب، ونفح الحبر يعلو فوق كل طيب.

adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر