أبواب

«دبي الثقافية» جديرة بالحياة

علي العامري

تجربة ناجحة بامتياز، هذا الوصف الذي حققته مجلة «دبي الثقافية» منذ انطلاقتها في الأول من أكتوبر عام ‬2004، وهي لاتزال تواصل مهمتها بوصفها واحدة من المجلات الثقافية العربية التي تميزت بموادها، كما تميزت باستمرارها وانتظام صدورها ومبادراتها.

وفي إطار الحديث عن تجربة المجلة الناجحة، يظهر سجل، ربما طويل، لمجلات ثقافية عربية بدأت بقوة، ثم سرعان ما انتكست، أو تعثرت أو تذبذب إصدارها أو «ماتت»، وما أصعب موت مجلة أو صحيفة، خصوصاً أننا في الوطن العربي في حاجة ماسة إلى مشروعات ثقافية تواكب الأحداث، وتسلط الضوء على تجارب إبداعية، وتطرح أسئلة عميقة، وتفتح آفاقاً جديدة، وتؤسس لوعي جديد.

مجلة «دبي الثقافية» التي يرأس تحريرها الشاعر سيف المري، حققت انتشاراً عربياً واسعاً، ولا أبالغ إن قلت إن انتشارها خارج الإمارات، سواء في العواصم العربية أو بعض العواصم الأجنبية يلقى صدى أوسع من انتشارها داخلياً. ولا أجد حتى الآن تفسيراً منطقياً لذلك، وإذا ما سافرت إلى الأردن أو تونس أو المغرب أو مصر أو لبنان، أو غيرها من الدول العربية، وجدت كثيراً من الكتاب والأدباء والمثقفين يتابعون المجلة، ورقياً، إذ نجحت المجلة في تعزيز شبكة واسعة في خريطة توزيعها، في حين يتابعها البعض عبر موقعها على الإنترنت، الذي لايزال يحتاج إلى التطوير، وقبل ذلك أن يكون لها موقعها الإلكتروني المستقل والخاص بها.

من مبادرات المجلة التي واظبت عليها، إصدار كتاب مع كل عدد منها، يوزع مجاناً، وهي بذلك توصل إلى قارئ المجلة كتاباً جديداً، في الشعر أو الرواية أو القصة أو النقد والفكر. وأحياناً تصدر المجلة كتابين مع بعض أعدادها. ولكن على الرغم مما يقال عن الكلفة المادية، إلا أن الهدف هو الأهم من المال، في هذا الجانب الذي يتعلق بالثقافة وتعميمها وتوصيلها إلى القراء. ولكن يؤخذ على عدد قليل من الكتب أنها لا تضيف شيئاً، وربما تقع في إطار «المجاملة»، وهذا نادر حدوثه في معظم كتب «دبي الثقافية»، إذ أصدرت كتباً جديدة لعدد كبير من التجارب الإبداعية المهمة.

ولم تقف المجلة التي تصدر عن دار «الصدى» في دبي، عند هذه الحدود، بل بادرت إلى إطلاق جائزة دبي الثقافية للإبداع، بلغت دورتها الثامنة التي تتضمن ثلاثة فروع، وقيمتها ‬200 ألف دولار، ولم تعلن بعد عن أسماء الفائزين بها. وهي بذلك تقوم بدور مؤسسي كبير في تشجيع المبدعين ودعمهم وتقديرهم. وأضافت المجلة هذا العام فئة جديدة لجوائزها تمثلت في جائزة المبحث النسوي العربي، علاوة على فئة شخصية العام الثقافية، وفئة الشعر والقصة القصيرة والرواية والفن التشكيلي والحوار مع الغرب والتأليف المسرحي والأفلام التسجيلية. وهي بذلك تؤكد أن «دبي الثقافية» جديرة بالحياة.

alialameri@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر