من المجالس

كم من دخولنا.. لنا؟

عادل محمد الراشد

بلغ متوسط الإنفاق الشهري للسكان في دولة الإمارات على خدمات الهاتف المتحرك ‬1.6 مليار درهم، وبضرب هذا الرقم في عدد شهور السنة سيكون مجموع الإنفاق ‬19.2 مليار درهم، بين مكالمات هاتفية ورسائل نصية، حسب آخر إحصائية أصدرتها هيئة تنظيم الاتصالات في الدولة. بالعافية على «اتصالات» و«دو»، وهنيئاً للمساهمين الأرباح المضاعفة، ولمجالس الإدارات والرؤساء التنفيذيين والمديرين والعاملين المكافآت والبونصات. ولكن دوناً عن حساب الأرباح ومبادئ الاقتصاد الرأسمالي المتكئ على مبدأ تدوير المال، نذهب بالسؤال أبعد من ذلك لنتفكر ، كم من هذه المكالمات والرسائل النصية التي تساوي مليارات الدراهم يصرف في عمل أو صلة رحم؟ وكم منها يذهب مع بخار الثرثرة؟ وليكون السؤال أكثر تحديداً نقول: كم من دخولنا نصرفها على عائد نتلمسه بأيدينا أو نستشعره في مستوى حياتنا، أو نرى أثره في محيطنا؟ وكم من هذه الدخول محسوب علينا ومسجل في مستوى دخلنا لكنه لا يكاد يحط في يميننا حتى نسلمه بشمالنا بتصرف منا لا باستدراج من غيرنا؟

هذا السؤال يلح أكثر عندما يدور الحديث عن المخالفات المرورية التي نحدثها على الطريق، ومثلما صارت الهواتف المتحركة وما لحقها من أجهزة إلكترونية مَغرماً ندفع أكثر فواتيره من دون عائد، أصبحت المخالفات المرورية تحتل نصيباً مفروضاً من رواتبنا الشهرية ودخولنا السنوية، بما ترتكبه تصرفاتنا وتنتهجه سلوكياتنا في تعاملنا مع السيارة والطريق، كما هي حالنا مع الهواتف وسائر وسائل الاتصال. وفي كلتا الحالين نصب لعناتنا على الجباة الذين ملأنا خزائنهم بملء إرادتنا، لنبرئ ذواتنا من ميلها المخل، ونلتمس لسوء تصرفنا العذر المضل.

وغير هذين البندين هناك بنود أخرى غير قليلة للصرف من ميزانياتنا الفردية تعاني فساداً في الإدارة الشخصية فتذهب هدراً على أمور لا تفيدنا لكنها بلغة الأرقام محسوبة علينا.

adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر