من المجالس

بين الغريب و«أم سلطان»

عادل محمد الراشد

بين موافق بحماسة الشباب، ورافض بقلق الوالدين، راوحت تعليقات القراء على التحقيق الذي نشرته «الإمارات اليوم»، أمس، حول اقتراح خفض السن القانونية لمنح رخص القيادة. أقصى يسار الرفض للقرار عبرت عنه (أم سلطان) بقولها: «ألحين هم بدون لياسن هايتين في الشوارع، لا دراسة ولا التزام، معرضّين لأصدقاء السوء والانحرافات، عطوهم لياسن عسب ما نشوفهم في البيت بالمرة، خل يسهرون لين الفجر ولا يسيرون المدرسة، هذا إذا تمت براكن في المدارس حق مواترهم». ربما تخطى رأي (أم سلطان) حدود المبالغة المقبولة، ووقع في محظور التعميم المخل، لكنه تعبير الأم عن شعور قد يتجاوز حدود القلق عندما يلف الخوف من المجهول المشاعر.

في المقابل، كان رأي (الغريب) معبراً عن حماسة الموافق على القرار، مستشهداً ـ مثل معظم الناس ـ بأميركا، ليبطل بعدها كل حجة بما فيها حجج (أم سلطان) ومن في صفها. فيقول (الغريب)، «في أميركا ‬16 سنة يعطونهم الليسن، وما شفنا كوارث». وعلى الرغم من الفرق في مستوى احترام الفرد للقانون، على جميع الصعد، وليس السير والمرور فقط في أميركا وسائر الدول المتقدمة، فإنني أقدم للأخ (الغريب)، والمتفقين معه في الرأي ما نشرته صحيفة «واشنطن بوست»، نقلاً عن «رابطة السلامة على الطرق السريعة» في الولايات المتحدة الأميركية، أن عدد الوفيات بين المراهقين، خصوصا الذين تراوح أعمارهم بين ‬16 و‬17 سنة، جراء حوادث السير على الطرق السريعة في كل الولايات الأميركية، قد ارتفع بنسبة ‬19٪، خلال عام ‬2012.

ليس تنغيصاً على الشباب المتحمس للقيادة، وتحقيق قدر أكبر من الاستقلالية، والتخلص من هيمنة «الدريولية»، لكنها الأرقام التي تقلق كل العالم، وتعطي رأي (أم سلطان)، وسائر الأمهات والآباء المزيد من الوجاهة والحجة، خصوصاً في مجتمع الإمارات، الذي يكافح لزيادة عدد مواطنيه، ويبذل الكثير من أجلهم.

adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر