من المجالس

حديقتي.. غذائي

عادل محمد الراشد

169 حديقة منزلية تنافست على الفوز بمسابقة الأجمل على مستوى إمارة أبوظبي، وبالتأكيد لم تكن هذه المسابقة الجمالية فعلاً ترفياً يحاكي مسابقات الجمال التي تتشارك فيها التجارة والإثارة، بل تمثل تعبيراً فصيحاً عن التحول الحميد في ثقافة الإنسان الإماراتي في التعاطي مع بيئته، وتأصيلاً لقيمة الجمال عندما تظهر آثارها في الذوق والفهم العام. وأحسب أن الدورة المقبلة للمسابقة ستحفل بزيادة ملحوظة في عدد المشاركين لتزهو مدن الإمارة بالمزيد من اللوحات الخضراء المطرزة بألوان البهجة وزهور الحياة. هذه المسابقة وحجم الإقبال عليها يشجعان على الاقتراح بتطوير الفكرة، أو إلحاقها بأخرى تضيف إلى عنصر الجمال والشعور بالبهجة عامل المشاركة في المسؤولية والاعتماد على الذات في سد الحاجة، وأن يتسع مجال المسابقة ليشمل جميع إمارات الدولة ومناطقها، لتعم الفائدة وتتقارب المفاهيم، ففي كل بيت إماراتي توجد مساحة للزراعة، ومعظم هذه المساحات تتسع للخلط بين الزينة والثمار، ولو خصص كل بيت جزءاً من حديقته لزراعة الممكن من الخضراوات والثمار لسد حاجته الاستهلاكية اليومية والموسمية، ولتحقق قدر يسير من الاكتفاء الذاتي بمواصفات صحية خالية من الإضافات المخالفة والمبيدات الكيميائية الخطرة.

العديد من المواطنين دخلوا التجربة، وحققوا نجاحات مُرضية في إنتاج حاجتهم من بعض الخضراوات والفواكه، وكوّنوا بفعلهم هذا ثقافة زراعية لا بأس بها، مكّنتهم من تطوير إنتاجهم وتحسين مستواه، لكنها حالات فردية لا ترقى لتكون ثقافة عامة، ولكي تكون كذلك لابد من دخول وزارة البيئة والبلديات على هذا الخط، بشكل مبرمج، وعلى نطاق أوسع، لغرس ثقافة الزراعة لدى المواطنين، وتخصيص برامج دعم وتثقيف لأرباب وربات البيوت، وتشجيعهم على خوض تجربة الإنتاج المنزلي للغذاء. وسيكون تنظيم مسابقة لأفضل حديقة منزلية في إنتاج المواد الغذائية بمثابة إطلاق بدفع رباعي لهذا المشروع الرائد.

adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر