من المجالس

الحذر واجب!

عادل محمد الراشد

أهل البورصة هذه الأيام في حالة انشراح ونشوة، فقد «ردت الروح» إلى السوق، وعاد اللون الأخضر يكسو شاشات العرض، وعادت لغة المليارات في الحديث عن المكاسب، وعاد سهم شركة «إعمار» وشقيقاتها في قطاع العقار، إلى قيادة المؤشر نحو تحقيق اختراقات جديدة إلى الأعلى، بعد أن كان الأسفل هو الطريق السالك للمؤشر طوال السنوات الأربع الماضية.

الوضع في السوق، إذن، يبشر بانتعاش، ويدعو إلى التفاؤل باستعادة تجارة الأسهم شيئا من مواقعها التي خسرتها في ساحة الاستثمار، على وقع هزات الأزمة المالية العالمية. ولا شك في أن هذا الانتعاش سيشجع الكثير من المستثمرين، الفارين من بلاء السقوط الكبير على العودة إلى السوق، لاستعادة شيء من خسائرهم السابقة، وسيدخل إلى السوق أشخاص جدد ستغريهم هذه المكاسب قصيرة الأجل، ونقول «أشخاص»، لأن إطلاق وصف مستثمرين على كل من يقرر خوض هذا البحر، لن يخلو من تجاوز على المعنى، وقد علمتنا تجربة ما قبل ‬2008، أن سياسة القطيع هي المحرك الرئيس في هذه السوق، وليس الفكر الاستثماري الفاهم والمتمرس.

وهنا لابد من ذكر الحذر والتنويه بأسبابه، والاستفادة من التاريخ، وإن لم يكن بعيداً، فالفكر الاستثماري لايزال مفقودا لدى الكثير من الناس، وبديله لغو المجالس وبريق الأرقام، التي تعرض يومياً في وسائل الإعلام. وفي الجانب الآخر من المعادلة تقف البنوك متأهبة لتحريك سيولتها المتراكمة، بعد أن تشبعت سوق العقار، وغلقت قيود المصرف المركزي الجديدة للتمويل العقاري المزيد من الأبواب، لينفتح باب انتعاش أسواق الأسهم، أمام هبة إقراضية جديدة، قد تعيد تدوير السيولة، وكسب المزيد من الأرباح، وقد تسهم في المزيد من انتعاش البورصة ولكن قد ـ وهذا وارد جدا ـ تدخلنا في زوبعة دين عام، يضاعف من حمل الدين العام الجاري، ويعرقل الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة لعلاج هذه المشكلة.

adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر