ملح وسكر

الوجود الآسيوي للنوع لا الكم

يوسف الأحمد

-- المحطة الأولى التي عبر بها أبيضنا الكبير بوابة المنتخب الفيتنامي، كانت مهمة من أجل تمهيد وتسهيل انطلاقته في مشواره الطويل والشاق نحو تحقيق الحلم الآسيوي، فمهما كانت الصورة التي خرج عليها، والأداء الذي قدمه، فالأهم هو النقاط الثلاث التي كسبها، ثم تلافي أي مطب أو صدمة مفاجئة قد تؤثر في خط سيره في رحلته الطويلة. وللعلم فإن المستوى لم يكن سيئاً مثلما صوره البعض، فلكل بطولة عواملها وتضاريسها المختلفة، ولا يمكن مقارنتها بدورة الخليج الأخيرة، مع اتفاق الأغلبية على أن المستوى الفني في تلك البطولة لم يكن «سوبر» حتى ننوح على أطلاله اليوم، بل إن النتائج هي من غطت عليه وسترت على أخطاء وعيوب كثيرة وقع فيها المنتخب، لم يتم التطرق إليها في ذلك الوقت، منعاً لحدوث أي بلبلة قد تعرقل مسيرته في ذلك المحفل. لذلك فمسألتا الطيران والمعسكر، اللتان تمت إثارتهما بعد المباراة، لم تكونا معضلتين أو مصيبتين، فتغيرات المكان والزمان حدثت بناء على توافق وعلم بين جميع الأطراف، وتغيير رحلة العودة جاء بسبب رغبة اللاعبين اللحاق بأنديتهم في أسرع وقت، حيث تمت إعادتهم على طائرتين واحدة إلى أبوظبي والثانية إلى دبي وعلى درجة رجال الأعمال. لذلك لم يكن هناك ما يستدعي إثارة مثل هذا الأمر وتهويله وكأنه كارثة حلت بالمنتخب، بعد أن حاول البعض القفز فوق المعطيات والظروف التي تعد طبيعية في مثل هذه البطولات، لكنه قوبل برفض الغيورين على مصلحة كرة الإمارات. لذلك كان الهدف واضحاً من تلك المباراة بتحقيق الفوز واجتياز فيتنام، وقد تحقق ذلك بفضل من الله وبفضل النية الصادقة والجهد الذي بذله اللاعبون والجهاز الإداري الذي أُسقط دوره سهواً!

-- وجود أربعة فرق من أنديتنا في دوري أبطال آسيا بعد اجتياز النصر والشباب للملحق الآسيوي، يستدعي أن تستحضر تلك الأندية سنوات مشاركتها في هذه البطولة والدروس المستفادة منها، خصوصاً أن بعضها سقط وفشل في أدواره الأولى وظهر حَملاً وديعاً وجسر عبور للفرق الأخرى المنافسة. فالمسألة هنا ليست بالكم والأكثرية بقدر ما هي مرتبطة بالنوع وجودة النتائج التي تقود إلى المنافسة والحصول على مراكز متقدمة، وهو ما ينبغي أن تكون تلك الأندية قد استوعبته جيداً، وأصبح لزاماً عليها الحضور بشكل مغاير عن ظهورها السابق، وأن يكون مشرفاً وإيجابياً، بل يستوجب الأمر أيضاً أن ترفع سقف طموحها بالتأهل إلى أدوار متقدمة عوضاً عن الاكتفاء بالمشاركة فقط والاستسلام عند أول كبوة، إذ إنه قد آن الآون أن تضع رجلها بقوة وتقف على أرضية صلبة بعد تشبعها بخبرة ودروس المشاركات السابقة التي نأمل ألا تعيد وتكرر السيناريوهات الحزينة في هذه النسخة!

-- أخيراً خروج فريق بني ياس في ربع نهائي كأس رئيس الدولة، إخفاق يتحمل وزره المدرب واللجنة الفنية المسؤولة في النادي، فالفريق لديه تخمة في عدد لاعبي الوسط بعد انضمام أبوتريكه أخيراَ، حيث يوجد أربعة لاعبين يقومون بالأدوار والمهام نفسها وهو ما انعكس بشكل مباشر على القوة الهجومية للسماوي، الذي أصبح اعتماده على سنغاهور وحيداً في المقدمة. وعلى الرغم من ذلك العدد عجز عن الإمساك بزمام لقائه أمام العين، بسبب ازدواجية الأدوار وتشابهها عند لاعبي الوسط، حيث ظهر شكلهم مشتتاً وتائهاً لا يعرفون المطلوب منهم، لذا فالخطأ مشترك بين الطرفين، وعليهما إصلاحه بإعادة توزيع الأدوار بشكل يخدم ويفيد الفريق في قادم الأيام!

twitter: @yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر