أبواب

بابيلون

قيس الزبيدي

يتجاوز عدد سكان برلين ‬3.5 ملايين نسمة وتنتشر فيها نحو ‬1200 صالة سينما، ومن بين كل هذه الصالات توجد تاريخياً صالتان للسينما فنيتان ومتميزتان: الأولى هي صالة بابيلون والثانية صالة ارسينال.

يعود تاريخ صالة بابيلون الفنية الى العشرينات من القرن الماضي، وقد تم الحفاظ على الصالة رغم تعقيدات العهود السياسية التي مرت بها المانيا، منذ ان كانت السينما صامتة وبالأسود والأبيض، حتى الزمن الحاضر. وتعد بابيلون مرآة ايضا للتقلبات السياسية منذ استيلاء النازية على السلطة في عام ‬1933 حتى الفترة السوفيتية ومرحلة الوحدة بين الدولتين الألمانيتين ثم إلى وقتنا الحاضر.

كانت تَسع الصالة مقاعد لجمهور سينما فن عددهم ‬1200 متفرج وقُسمت صالتها الكبيرة عام ‬2001 الى صالتين تسع الأولى ‬450 مقعداً والثانية ‬70 مقعداً.

صالة بابل صالة طليعية سينمائية وثقافية، مازالت تستمر في برمجة عروضها السينمائية الكلاسيكية الصامتة، والناطقة لكبار المخرجين. فمن يفضل مشاهدة أفلام هوليوود فبوسعه الذهاب الى صالات برلين الكثيرة لأن «بابيلون» لا تعرض سوى الأفلام الكلاسيكية الأميركية ذات القيمة الفنية، كما أنها تستمر في عرض برامج الأفلام الصامتة التي بدأ يشرف على تنظيمها مهرجان برلين خلال فترة انعقاده منذ عام ‬2010. إضافة إلى برمجة العروض السينمائية المميزة فإن الصالة تنظم عروضاً مسرحية وورشات عمل وقراءات أدبية وحفلات موسيقية.

أما صالة أرسينال فقد أسسها أصدقاء السينما الألمانية في عام ‬1970، وسميت باسم الفيلم السوفيتي ارسينال/الترسانة لألكسندر دوفيشنكو، صاحب الفيلم الكلاسيكي الصامت «الأرض»، واحد من أهم ‬10 افلام فنية في تاريخ السينما، وقد اصبحت الصالة منذ عام ‬1971 مخصصة لعروض مهرجان «الندوة الدولية للسينما الجديدة» الذي كان ولايزال مهرجاناً للسينما الجديدة ذات الطابع الفني والثقافي من جميع انحاء العالم، ليكون بديلاً موازياً لمهرجان برلين السينمائي الدولي الذي تأسس عام ‬1951.

وتستند «ارسينال» في عروضها على المكتبات الفيلمية الرئيسة في باريس وبروكسل ولندن، لكن في الوقت نفسه تركز كثيراً في عروضها على مستوى عالٍ من الأفلام المعاصرة المستقلة أو السياسية وأفلام النساء والأعمال التجريبية وأفلام المخرجين المهمين في تاريخ السينما مثل غرِف واندي وارهول وبول ويني وإيزنشتين، وأفلام سينما نوفو والسينما اليابانية وأفلام طليعية وثائقية وأفلام من اوروبا الشرقية، اضافة الى برامج الأفلام الفنية من أميركا اللاتينية وإفريقيا وآسيا.

وتنظم أرسينال سنوياً حلقات دراسية بدأتها بندوة عن سينما المرأة، ونظمت في السنوات اللاحقة ندوات دراسية اخرى عن الفيلم الطليعي، وعن الفيلم باعتباره مرآة للمجتمع، وعن ندوة لنقد الفيلم السياسي. ومازالت برامجها تستمر وفق خطة عروض سنوية مفتوحة لجمهور واسع وكبير على الشكل التالي:

برامج عروض أفلام متعارف عليها دولياً في برنامج استعادة لأفلام مخرجين مهمين ومعروفين قلما تُعرض في ألمانيا، مثلاً أفلام المخرج الوثائقي الأميركي فريدريك وايزمان في عام ‬2005. وأفلام تصاحب تنظيم معارض سينمائية عن بلدان عديدة مثلاً برنامج بوينس ايريس ـ برلين، وبرامج افلام وثائقية وتجريبية معاصرة. وبرامج نظرة عامة بعنوان «رحلة سحرية في تاريخ السينما» وهو برنامج تعرض فيه اكثر من ‬350 فيلماً على مدار السنة.

alzubaidi0@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر