كل يوم

«نحن محسودون»..

سامي الريامي

الإمارات دولة محسودة، لا شك في ذلك أبداً، فالحسد آفة قديمة بدأت منذ بدايات نشأة الخلق، من زمن آدم وهابيل وقابيل، والحسد مرض نفسي شخصي، لكنه يتحول في الأغلب من الأشخاص إلى الدول، ولا غرابة في ذلك، فمجموعة الأفراد هم الذين يكونون الدول، ولا عجب في كونهم ينقلون للعلاقات الدولية مشكلاتهم النفسية المختلفة!

الحسد بين الدول ليس جديداً أيضاً، وهو منتشر منذ القرون السحيقة، في الغرب والشرق، والعرب ليسوا استثناء من ذلك، بدأ الحسد قبل نشأة الدول فكانت الحروب والغزوات بين القبائل كلها طمعاً في رزق أو كلأ أو مكانة اجتماعية، لم تمنعهم روابط القربى والدم من التناحر، كذلك لم يمنعهم الإسلام في ما بعد، من الحسد واستمرار محاولة الحصول على ما عند الغير، ولا أعتقد أبداً أن الحسد بين الدول العربية، وحتى بين الشقيقة منها، قد توقف في عصرنا الحالي!

نحن محسودون من دول غربية، لأنهم لا يريدون منا سوى المال، ومن أجله يفعلون الكثير، ويضغطون بأساليب شتى، تارة من زاوية العمالة، على الرغم من أن وضع العمال في الإمارات أفضل من وضعهم في بلدانهم الأم، والأمثلة على ذلك لا يمكن حصرها، وباعتراف العمال أنفسهم، ووضع العمالة في الإمارات أفضل من وضع العمال المكسيكيين في أميركا!

وتارة توجه الاتهامات إلينا بشأن المرأة وحقوقها، مع أن وضع المرأة في الإمارات أفضل من وضعها في دول عظمى، فنسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني هنا، أعلى بكثير من دول أوروبية، ووضع المرأة المساوي للرجل في الرواتب والمزايا في جميع الوظائف، أفضل من وضعها في أميركا، حيث يقل راتب المرأة عن الرجل حتى إن كانت معه في الدرجة الوظيفية نفسها، وتؤدي مثله المهام المطلوبة نفسها، ولعل القرار الأخير في الدولة بإلزامية تمثيل المرأة في جميع مجالس الإدارات، لا يوجد له مثيل في جميع الدول التي تهاجمنا وتتهمنا بهضم حقوق المرأة!

أما الآن فضغوط حقوق الإنسان هي الرائجة، ليس حباً في إنسان الإمارات من طرف الغرب ومن يؤازره، ولكن كأسلوب ضغط جديد طمعاً في مكاسب اقتصادية ومالية، وصفقات مختلفة، من قبل الغرب، وحسداً على التفوق الذي أتعب بعض الأصدقاء والأشقاء العرب، فالإمارات تنمو وتزدهر في وقت يمر فيه العالم بظروف صعبة ومآزق مالية، وإمارة واحدة من الإمارات كسرت حاجز التريليون درهم في حجم تجارتها الخارجية في فترة ‬10 أشهر فقط!

يشنون الحملات على الدولة، لمجرد شكوك ومن دون أدلة مادية ملموسة حول وجود شبهات تعذيب لمتهمين، ويعترفون بأن التعذيب «نفسي» وليس جسدياً، ولا أدري إن كان السجن في أميركا وأوروبا، وحتى عند بعض الأشقاء، عبارة عن فنادق خمسة نجوم، ولكل سجين مدلك لترخية عضلاته، وتدليله نفسياً!

ينتقدون الدولة على التحقيق مع متهمين في قضية كبيرة، وينسون انتهاكات حقوق الإنسان في بلدانهم، وفي سجونهم، وينسون الإبعاد للمواطنين والتضييق على الحريات، وسجن من يعبر عن رأيه بقصيدة مدى الحياة، فهل وجدتم مثل هذه الممارسات في الإمارات؟!

حجج واهية، وألاعيب في السر والعلن، بدت لنا واضحة، ومكشوفة الأهداف، من البعيد والقريب، لكنها لن تعيق نمو هذا الوطن، ولن تستطيع زعزعته، لأنهم يراهنون على تشويه الصورة الخارجية بالأكاذيب، ونراهن نحن على وحدة صف داخلي، وتماسك شعبي، وحب متبادل بين قيادة وشعب.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر