أبواب

برنامج استثنائي/ دورة استثنائية

قيس الزبيدي

قرطاج أول مهرجان سينمائي / عربي/ إفريقي/ دولي أسسه أيقونة السينما الطاهر شريعة، واستمرت دورته بانتظام منذ عام ‬1966. وبدت دورته الرابعة والعشرون دورة لصورة السينما العربية والإفريقية، لكنها فتحت أيضاً نافذة واسعة على إيران والصين واليابان، كما أنها اختارت تكريم ثلاثة سينمائيين هم المصري توفيق صالح: التانيت الذهبي ـ فيلم «المخدوعون» ‬1972، ورائد السينما الإفريقية، المالي سليمان سيسي: التانيت الذهبي لفيلم «الريح» ‬1982، والتونسي الطيب الوحيشي: التانيت الذهبي لفيلمه القصير «قريتي بين القرى» ‬1972. كذلك احتفت بالسينما الجزائرية بمناسبة خمسينية استقلال الجزائر. ونظمت برنامج عروض من ثمانية أفلام قصيرة وتسعة أفلام روائية طويلة من بينها فيلم «معركة الجزائر» للمخرج جيلو بونتيكورفو: نال الأسد الذهبي في مهرجان البندقية عام ‬1966، وفيلم «وقائع سنوات الجمر» لمحمد لاخضر حامينا: نال السعفة الذهبية في مهرجان كان عام ‬1976. وصَاحَب عروض الأفلام تنظيم لمعرض ضمَّ ‬75 ملصقاً من ملصقات الأفلام الجزائرية في رواق دار الكتب الوطنية.

عرض المهرجان نحو ‬210 أفلام توزعت عروضها في برامج المسابقة الرسمية الثلاثة: مسابقة دولية للأفلام الطويلة، ومسابقة دولية للأفلام الوثائقية الطويلة، ومسابقة دولية للأفلام القصيرة، وأسهمت في كل واحدة منها لجنة تحكيم مؤلفة من خمسة سينمائيين. إضافة إلى برنامج بانوراما السينما التونسية، وبرنامج أفلام للمخرجين الثلاثة المُكرَّمين، وبرنامج «تحية خاصة إلى السينما الجزائرية» وبرنامج لأفلام سينما العالم مع عرض لفيلمين تسجيليين من إنتاج المركز القومي للسينما، هما «القلة القناوي» إنتاج ‬1958، وفيلم «فن العرائس» ‬1957. ومن بين ‬21 فيلماً في برنامج مسابقة من الأفلام الروائية، تتنافس فيها سبعة أفلام، سبق أن عُرضت في مهرجانات عربية وحصل بعضها على جوائز رئيسة. الأمر ذاته يلاحظ أيضاً في أفلام مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة. يقول رئيس الهيئة المديرة للمهرجان، محمد المديوني: «على قدر الرهانات القائمة تتجلى طموحاتنا في انجاز برنامج استثنائي في دورة استثنائية، ولا شك في أن دورة واحدة لا يمكن لها أن تكون قادرة على تغيير المعطيات تغييراً جذرياً، لكننا حاولنا أن نضع اللبنات التي تُمكن المهرجان من السير الصحيح نحو التغيير المنشود».

وكما يبدو فإن قرطاج السينما لا تنظر إلى الوراء بغضب، بل على العكس تنظر بحنين إلى الماضي، وتسعى إلى أن تعيد إلى المهرجان أهميته بعد الثورة التونسية بين المهرجانات العربية التي تكاثرت في العقود الأخيرة.

افتتح المهرجان بفيلم يستحضر الثورة التونسية ويؤرخ لنضال الناس الذين صنعوها هو فيلم «ديفاج/ارحل» للمخرج التونسي محمد الزّرن، وكما يبدو بوضوح فإن المهرجان لا يحاول فقط أن يعيد إنتاج خصوصيته العربية والإفريقية، بل الدولية أيضاً. ومن الطريف أن تكون السنغال، موطن المخرج عثمان سمبين، هي التي نالت التانيت الذهبي في الدورة الأولى عن فيلمه «سوداء من إفريقيا»، وهو أول فيلم يصنع في إفريقيا عموماً. كما من الطريف أيضاً أن تفوز السنغال في هذه الدورة الأخيرة بأربع جوائز رئيسة: جائزة التانيت الذهبي وجائزة الجمهور عن فيلم «الزورق» لموسى توري، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فيلم «اليوم تاي» لآلان قوميز، والجائزة الذهبية عن الفيلم الوثائقي الطويل «الرئيس ديا» لعثمان وليام مباي!

alzubaidi0@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر