‬5 دقائق

أودّعكم بحب

ميره القاسم

الحياة رحلة طويلة مليئة بدروب متشابكة.. تلك الدروب التي لا نعرف ما فيها، وما الذي ينتظرنا بها.. ونقف أحياناً، ونستكمل المسيرة في حين آخر، لنتأكد أن مسارنا هو ما أردناه بالفعل.

كل الطرق وإن حيّرتنا أو أرهقتنا أو أرتنا النجوم في عز الظهر، لم نعد ندرك من خلالها إن كنّا نحن.. نحن بالفعل!

طرقنا هي التي تحفر ملامحنا، فتصبح تلك الملامح هي نحن وليست أحداً آخر، فتجاربنا نبع أخطائنا، فمناّ من يقف ظنّاً منه بضمانة الحساب فيتردد مانعاً نفسه أن يكون وسط الحياة، وآخر يسلك درباً عاقد العزم على استكماله، وإن وجد فيه ما يقلقه، مؤمناً أن للدروب معرفتها وتجاربها وشهرتها ولعنتها.

دربي معكم كان محفوفاً بسعادة المعرفة والبوح.. أدركت كم نحن متشابهون في حب الوطن، وسرد حكاياته، والحفر في أزقته، والحديث عن طموح مؤجل، وأحلام سنلوّنها وهموم سكنتنا.. ما يؤرقني ويؤرقكم من مشكلات وقضايا اجتماعية، هي بمثابة محاولة إيجاد حلول وعلاج حين الحديث والبوح عنها.

من خلال «‬5 دقائق» بدأتُ الرِّحلة معكم، وبدأ التَّنقيب عمَّا بالداخل.. وشعرت بعطشٍ شديد يجتاحني للمعرفة وللاهتداء، بحثتُ عن ذاتي وعنكم.. وكانت همومكم همومي، وأردت أن تكون هذه الخمس دقائق لكم بمقدار ما هي لي.. اختلفنا قليلاً واتفق معي البعض.. لكن بصيص النور كان يَسْطع كلَّما قرأت وهج حروفكم، وسأتذكَّرها هنا أو هناك.. لذا أقلق كثيراً من تغير الدروب وتعددها.. لكنها حكمة الحياة.. فهناك طرق تختارنا دون رغبة منا.. وقد تكون دروباً طويلة مملة لا نهاية لها، وإن التقينا فيها ببعض أحلام ضائعة، بعكس الدروب التي نذهب إليها بحب وبرغبة منا، نتحمل وعراتها سعيدين بتجربتها.

قرائي الأعزاء ستكون السطور التي أخطّها هنا آخر بوحي معكم من هذه الزاوية وعلى صفحات «الإمارات اليوم» التي أدين لها بفضل بعد الله عزّ وجل بمنحي مساحة كانت من أجمل وأعز الدروب.. شكراً لكل من اختلف مع آرائي وللذين اتفقوا على دعمي.. فلولاكم لن أستطيع استكمال دربي لأذهب في زقاق آخر ربما كان الأخير.. وربما أعود.

wahag2002@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتبة يرجى النقر على اسمها .

تويتر